الغش يضع شركة سيارات عالمية في أزمة بعد انتشار فيديو مثير للجدل

في خضم التنافس الحاد في سوق السيارات الكهربائية، تبرز أهمية معامل السحب (Cd) الذي يُعتبر عاملاً محورياً في تحسين كفاءة السيارة وتقليل استهلاكها للطاقة، حيث تعتمد الشركات على أرقام مذهلة لجذب العملاء، لكن في بعض الأحيان تُثار شكوك حول مدى دقة تلك الأرقام؛ مما يطرح تساؤلات عن مدى التزام الصناعة بالشفافية والمصداقية تجاه المستهلكين.

مدوّن صيني يثير الجدل حول معامل السحب

أثار مدوّن السيارات الصيني الشهير “باي لي يي” ضجة كبيرة في الصين بعدما أجرى اختباراً مستقلاً للكشف عن دقة معامل السحب المعلن للسيارة الكهربائية الجديدة “أفاتر 12″، التي تعتبرها الشركة المصنعة أنها واحدة من أكثر السيارات كفاءة وانسيابية في العالم بمعامل سحب يبلغ 0.208. ومع ذلك، أظهرت الاختبارات المستقلة التي أجريت في نفق هوائي تابع لمركز تيانجين لتكنولوجيا وأبحاث السيارات (CATARC) نتيجة مختلفة تماماً، حيث بلغ معامل السحب 0.281، وهو ما يضع السيارة في مرتبة بعيدة عن الادعاءات التسويقية.

هذا الاختلاف الكبير بين الرقم المعلن والنتيجة الفعلية أثار موجة انتقادات قوية على الإنترنت، حيث أوضح المدوّن أن الاختبار أُجري وفق أعلى معايير الدقة CSAE 146-2020 بواسطة فريق من الخبراء الفنيين، مما يُعطي مصداقية كبيرة للنتائج المثيرة للجدل التي كشفت عن التجاوز التسويقي الموجود أحياناً في قطاع السيارات الكهربائية.

رد فعل شركة أفاتر وأزمة ثقة

في مواجهة الجدل المتصاعد، لم تبقَ شركة أفاتر صامتة، بل أصدرت بياناً أكدت فيه أن الفيديو الذي نشره المدوّن “غير دقيق”، وعرضت مكافأة مالية ضخمة بقيمة 5 ملايين يوان (نحو 695 ألف دولار) لمن يقدم معلومات عن ما وصفته بحملة تشويه ممنهجة تستهدف العلامة التجارية. ومع ذلك، انتقد الكثيرون هذا الرد كونه يصرف الانتباه عن الموضوع الأساسي المتعلق بمصداقية النتائج ومطابقة الأداء على أرض الواقع.

تسلّط هذه القضية الضوء على أحد التحديات البارزة التي تواجه الشركات العاملة في مجال السيارات الكهربائية؛ فبينما تسعى الشركات لتقديم منتجات متطورة وكفاءة عالية، تظهر أحياناً فجوة بين الحقيقة والتسويق. وفي غياب تقارير موثوقة من جهات مستقلة، يبقى المستهلك هو الخاسر الأكبر في سباق الأرقام والادعاءات.

دور معامل السحب في كفاءة السيارات الكهربائية

يُعد معامل السحب عنصراً حيوياً في تحسين أداء السيارات الكهربائية، خصوصاً في تقليل مقاومة الهواء عند السير بسرعات عالية، مما يتسبب بشكل مباشر في تعزيز المدى الكهربائي وتقليل استهلاك الطاقة. لذلك، يُعتبر تحقيق معامل سحب منخفض تحدياً هندسياً كبيراً؛ حيث يتطلب تصميماً ديناميكا هوائياً متقناً واستخدام مواد وتقنيات متقدمة تقلل الاحتكاك مع الهواء.

في النهاية، تعكس هذه الحادثة أهمية المصداقية والشفافية في صناعة السيارات الكهربائية، حيث يجب أن تكون الأرقام المعلنة من الشركات مستندة إلى بيانات دقيقة يدعمها اختبارات من جهات مستقلة، الأمر الذي يعزز ثقة المستهلك ويدفع بالسوق نحو مزيد من الاحترافية والمنافسة النزيهة.