أسعار النفط تتراجع قبيل اجتماع صيني أمريكي وسط خطط أوبك+ وزيادة العقوبات

ارتفعت أسعار النفط اليوم بفضل إشارات تهدئة الأوضاع التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وهما أكبر مستهلكين للنفط الخام عالميًا، وسط أجواء إيجابية قبيل الاجتماع المرتقب بين المسؤولين التجاريين للبلدين، وفي الوقت نفسه، تشهد أسعار النفط حركة صعود قياسية بعد إعلان بريطانيا عن اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، إلا أن الضغوط الناتجة عن زيادة الإنتاج لدى منظمة “أوبك+” قد تلعب دورًا في كبح الارتفاع المتواصل للأسعار.

أسعار النفط وصعودها قبل اجتماع التجارة الصيني الأمريكي

سجلت العقود الآجلة لخام “برنت” ارتفاعًا قدره 23 سنتًا ليصل سعر البرميل إلى 63.07 دولار، بزيادة نسبتها 0.37%، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 21 سنتًا ليبلغ سعره 60.12 دولار للبرميل؛ هذه الارتفاعات جاءت نتيجة التفاؤل بتحقيق انفراجة اقتصادية خلال اجتماع وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، مع نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينج، المزمع عقده في سويسرا، حيث تسعى الدولتان لحل النزاعات التجارية التي أثرت سلبيًا على الطلب العالمي على النفط الخام.

كيف يؤثر اجتماع الصين والولايات المتحدة على أسعار النفط؟

من المتوقع أن يؤدي التوصل إلى اتفاق اقتصادي بين العملاقين إلى رفع أسعار النفط بمقدار يتراوح بين دولارين إلى ثلاثة دولارات للبرميل، وفقًا للمحللين، وذلك نتيجة نمو الطلب وتحسن التوقعات الاقتصادية، من جهة أخرى، قد تسبب خطط “أوبك+” لزيادة الإنتاج في إبقاء ضغط على الأسعار ومنع وصولها إلى مستويات قياسية، كما أن التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج مع تشديد العقوبات الأمريكية تزيد المخاوف بشأن العرض العالمي للنفط.

التوترات الإقليمية وأثرها على الطلب العالمي للنفط الخام

التصعيد بين الهند وباكستان هو عامل إضافي يجب متابعته بعناية، إذ يتوقع أن يؤدي الصراع العسكري المتزايد إلى رفع مشتريات النفط الخام لدى الدولتين، حيث تستهلك الهند يوميًا نحو 5.4 مليون برميل من النفط الخام، مقارنة بـ0.25 مليون برميل فقط لصالح باكستان، ومع ذلك، قد يشهد القطاع الجوي تراجعًا في الطلب على الوقود بسبب إغلاق المجال الجوي وإعادة توجيه الرحلات، مما يزيد من الضغوط المالية على القطاع ويؤدي إلى ارتفاع أسعار التذاكر.

باختصار، تبقى أسعار النفط تحت تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المترابطة، بدءًا من النزاعات التجارية بين الصين وأمريكا وصولًا إلى التأثيرات الناتجة عن سياسات “أوبك+”، ومن المتوقع أن يكون للاجتماع التجاري المرتقب تأثير مباشر على أسواق النفط خلال الأيام المقبلة، مما يعزز احتمالية اضطرابات جديدة في العرض والطلب عالميًا.