أسعار الذهب ترتفع 3% في أسبوع وسط تزايد الطلب والغموض الاقتصادي العالمي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 3% خلال الأسبوع الماضي، وسط أجواء غامضة للاقتصاد العالمي، حيث ساهمت التوترات الجيوسياسية وزيادة الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في تعزيز مكاسبه. ومع التحركات غير المستقرة للأسواق العالمية، يعتبر الذهب خيارًا رئيسيًا للمستثمرين الباحثين عن تأمين ثرواتهم ضد المخاطر المختلفة.

ارتفاع أسعار الذهب في ظل التوترات العالمية

ارتفعت أسعار عقود الذهب الآجلة لشهر مايو لتغلق عند مستوى 3,344 دولارًا للأوقية، محققة بذلك قفزة ملموسة مقارنة بسعر 3,243 دولار في بداية الأسبوع، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 3%، وفقًا لبيانات منصة “ماركت ووتش”، كما لامس الذهب أعلى مستوياته عند 3,448 دولارًا في 7 مايو، بينما سجل أقل مستوياته عند 3,278 دولارًا نهاية الأسبوع. جاءت هذه التحركات مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصًا بين الهند وباكستان، إلى جانب آثار التصريحات الاقتصادية بإعادة فرض تعريفات جمركية على الصين، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.

أكدت تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن هناك استقرارًا نسبيًا في الاقتصاد الأمريكي رغم استمرار التضخم، ما دفع الأسواق إلى تبني نهج الانتظار والترقب بشأن تخفيض أسعار الفائدة، إلا أن توقعات خفضها خلال شهور الصيف ربما تضيف جرعة تفاؤل لهذا السوق المحايد نسبيًا. هذا بالإضافة إلى بيانات التوظيف الإيجابية التي تجاوزت التوقعات، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي 177 ألف وظيفة خلال شهر أبريل، ما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين.

عوامل مؤثرة على أسعار الذهب

رغم الانتعاش النسبي، واجهت أسعار الذهب ضغوطا من ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% بعد الاجتماعات الأخيرة للفيدرالي التي أبقت على أسعار الفائدة؛ مما حد من مكاسب المعدن الأصفر مؤقتًا. ومع ذلك، فإن استمرار البنوك المركزية، ومنها الصين، بشراء الذهب للشهر السادس على التوالي يعكس ثقته المستمرة كتحوط استراتيجي. كما أن صناديق الاستثمار المتداولة شهدت مستويات طلب قياسية في الربع الأول من العام، وفقًا لتقرير المجلس العالمي للذهب، مما يبرز جاذبية المعدن حتى في ظل الظروف المتقلبة للسوق العالمي.

توقعات مستقبلية لسوق الذهب

يتوقع المحللون أن تبقى أسعار الذهب مدعومة بفعل استمرار حالات الشكوك الاقتصادية العالمية وارتفاع الطلب المؤسسي، إلى جانب زيادة مشتريات البنوك المركزية، والتي أبرزتها تقديرات مؤسسة “جولدمان ساكس”، حيث توقعت أن تصل أسعار الذهب إلى 3,700 دولار بنهاية العام الجاري، مع إمكانية ملامسة 4,500 دولار إذا ما تعرض الاقتصاد الأمريكي لركود حاد. ورغم هذه النظرة الإيجابية، فإن ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار قد يفرض بعض الضغوط على حركة الأسعار مستقبلًا. في النهاية، يمثل الذهب خيارًا آمنًا وموثوقًا للحفاظ على قيمة الأصول في ظل الغموض الاقتصادي والجيوسياسي المستمر.