الاتحاد الأوروبي يهدد ترامب برد حاسم على زيادة رسوم واردات الصلب

أعلن الاتحاد الأوروبي بشكل واضح رفضه القاطع لقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب من 25% إلى 50%، واعتبر الاتحاد أن هذا القرار يفاقم من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي ويزيد من الأعباء المالية على المستهلكين والشركات، يأتي هذا في ظل استعداد الاتحاد لاتخاذ إجراءات مضادة شاملة ضد القرار الأمريكي إن لم يتم التراجع عنه.

رفع الرسوم الجمركية على الصلب

رفع الرسوم الجمركية على الصلب كان أحد القرارات المثيرة للجدل التي أعلنها ترامب لدعم صناعة الصلب الأمريكية، حيث صرح أنه سيزيد الرسوم من 25% إلى 50% بهدف تعزيز الصناعة الوطنية، واعتبر أن تدخلات كهذه ضرورية لحماية الأمن القومي، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات حادة من جهات فاعلة عالميًا مثل الاتحاد الأوروبي والصين، مما أوجد توترات اقتصادية كبيرة على الساحة الدولية، هذه التوترات جاءت نتيجة تغير سياسات الولايات المتحدة بشكل متكرر تجاه آليات فرض الرسوم الجمركية.

استعداد الاتحاد الأوروبي للرد

الاتحاد الأوروبي أبدى تحركًا سريعًا للتعامل مع التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية على الصلب، حيث أعلن مسؤولون في المفوضية الأوروبية أن الإجراءات المضادة قد يتم تفعيلها قبل موعدها المقرر بـ14 يوليو المقبل، هذه القرارات تم تأجيلها مسبقًا بعد منح مهلة تفاوضية لمدة 90 يومًا للإدارة الأمريكية، ومع اقتراب انتهاء المهلة وعدم تحقيق تقدّم، يبدو أن الاتحاد الأوروبي لن يتوانى عن تنفيذ رد فوري يهدف إلى حماية مصالحه التجارية العالمية.

تداعيات الرسوم الجمركية على القطاعات المختلفة

هل يؤثر رفع الرسوم على الاقتصاد العالمي؟

رفع الرسوم الجمركية على الصلب الأمريكي لم يسهم فقط في تصعيد الخلافات التجارية، بل أحدث اضطرابات واسعة خاصة مع كبرى الدول التي تعتمد على الصلب المستورد من الولايات المتحدة، فقد بلغت واردات الصلب للولايات المتحدة حوالي 26.2 مليون طن سنويًا، ما يعني أن ارتفاع الرسوم يؤدي تلقائيًا إلى زيادة الأسعار سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ويزيد من الأعباء على الصناعات ذات الاحتياج العالي للصلب مثل الصناعات الهندسية والبناء والطاقة.

إجراءات أمريكية متغيرة وأثرها

من الملحوظ أن السياسات الجمركية التي اتبعتها الإدارة الأمريكية في فترة ترامب أحدثت تخبطًا كبيرًا، حيث شهدت الأسواق الدولية قرارات مفاجئة بشأن الرسوم الجمركية تارةً وتراجعًا عن تطبيقها تارةً أخرى، هذا الوضع أثر على استعدادات الدول وتسبب في ارتباك واضح لدى المصنعين والتجار الدوليين، كما أن المفاوضات التجارية مع الصين ظلت متعثرة، مع اتهام الولايات المتحدة للصين بأنها انتهكت اتفاقيات التجارة العالمية.