ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الصلب إلى 50%.. فما هدفه؟

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب من 25% إلى 50% لدعم الصناعة المحلية وحمايتها من المنافسة الدولية، وهي خطوة تهدف لتوفير حماية أكبر للقطاع الصناعي الأمريكي ولتعزيز وجوده الصناعي في مواجهة ما وصفه بالإغراق التجاري القادم من الخارج.

رفع الرسوم الجمركية على الصلب

خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، استعرض ترامب قراره بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب مشيرًا إلى اتفاقية شراكة بقيمة 15 مليار دولار بين شركتي “نيبون ستيل” اليابانية و”يو إس ستيل” الأمريكية، مما اعتبرها تعزيزًا مهمًا لقطاع المعادن في الولايات المتحدة، وأكد أن زيادة الرسوم الجمركية إلى نسبة 50% تهدف إلى الحماية الفعلية للصناعة الأمريكية من الهيمنة والضغط الخارجي، وأن الرسوم الجديدة ستبدأ تطبيقها قريبًا لضمان تحقيق الهدف الاقتصادي.

أسباب فرض رسوم جمركية على الصلب

بدأت توجهات ترامب نحو فرض الرسوم الجمركية لحماية القطاعات الصناعية المحلية، خاصة الصلب والألومنيوم، منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة والتي شملت جهودًا متواصلة لضمان انتعاش المناطق الصناعية التي عانت من الركود على مدى العقود السابقة، كما اعتمد هذه الخطوة كأداة سياسية مؤثرة، خاصة في الولايات الصناعية الحيوية مثل بنسلفانيا التي كانت حاسمة في نجاحه الانتخابي السابق، حيث ركز على تعزيز قطاع الوظائف داخل الطبقة العاملة لتحقيق مكاسب انتخابية استراتيجية.

التحديات والانتقادات على رفع رسوم الصلب

إعلان ترامب لزيادة الرسوم واجه موجة من الاعتراضات الدولية والمحلية، خاصة من كندا التي تعد أحد الموردين الرئيسيين للصلب للولايات المتحدة، حيث أشارت كانديس لينغ، رئيسة غرفة التجارة الكندية، إلى خطورة تأثير هذه الرسوم على سلاسل الإمداد عبر الحدود وتكلفة ذلك على الاقتصادين الأمريكي والكندي. بينما وصف الخبير الاقتصادي إيسوار براساد من جامعة كورنيل هذه الخطوة بأنها مثيرة للنقاش والتساؤلات فيما يتعلق بالتأثيرات القانونية والاقتصادية الناتجة عن استمرار الولايات المتحدة في استخدام مثل هذه الأدوات التجارية.

نتائج الرسوم الجمركية على الأسواق

قرار زيادة الرسوم الجمركية أدى لخلق حالة من الارتباك في الأسواق والشركات، خاصة وأن سياسات ترامب التجارية كانت تتميز بالتقلب وعدم الاستقرار، حيث يجمع بين فرض رسوم ثم التراجع عنها حسب المتغيرات السياسية والاقتصادية. هذه الضبابية انعكست بشكل مباشر على علاقات الولايات المتحدة مع شركائها التجاريين الرئيسيين، فبالرغم من توصلها مؤخرًا لاتفاق مع الصين لتقليل الرسوم الجمركية، عادت التوترات مجددًا بين الطرفين نتيجة اتهامات متبادلة بعدم الالتزام بالاتفاقيات السابقة.