«قفزة تاريخية» الذهب يرتفع مجددًا بدعم ضعف الدولار وتوترات عالمية

قفزت أسعار الذهب العالمية اليوم، لتسجل ارتفاعًا بأكثر من 2%، وهو ما يعكس الطلب القوي على هذا المعدن النفيس كملاذ آمن وسط التوترات الاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة، وبتأثير من تراجع الدولار الأمريكي، بلغ الذهب الفوري مستويات قياسية لم يشهدها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، مما يعزز من أهميته في الأسواق العالمية كأداة استثمارية موثوقة.

أسعار الذهب العالمية

سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا ملحوظًا اليوم ليصل الذهب الفوري إلى 3,372.13 دولار للأوقية، بزيادة قدرها 2.5%، وهو أعلى مستوى له منذ 8 مايو، جاء هذا الصعود في ظل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% أمام سلة العملات الرئيسية، وهو ما جعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأجنبية، وبالتزامن مع انخفاض سوق الأسهم العالمية نتيجة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، اتجه المستثمرون لتأمين مراكزهم عبر شراء الأصول الآمنة مثل الذهب.

على الجانب الآخر، تستعد الأسواق لأسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية الهامة، أبرزها تقارير الوظائف الأمريكية وتقديرات الفائدة الأوروبية، وينتظر المستثمرون أن تحمل هذه الأحداث تأثيرات كبيرة على التوجهات الاقتصادية خلال الأشهر القادمة.

التوترات التجارية وتأثيرها على الأسعار

أثرت التوترات الجيوسياسية بشكل مباشر على أسعار الذهب، حيث تم الإعلان عن مضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألومنيوم إلى 50%، إلى جانب تصاعد الهجمات الأوكرانية في العمق الروسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبحسب تصريحات بيتر جرانت، خبير المعادن بشركة “زانيير ميتالز”، فإن هذا التصعيد يجعل الوضع في الأسواق أكثر هشاشة، مما يدعم ارتفاع الذهب.

وفي سياق متصل، شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مزيدًا من التوتر بعدما اتهمت واشنطن بكين بانتهاك الاتفاقيات التجارية، ووسط توقعات بإجراء اتصال بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينج، يأمل المستثمرون في تهدئة الأوضاع الاقتصادية المتوترة وكبح التصعيد التجاري المتبادل.

أسعار الفائدة ومستقبل الذهب

يواصل المستثمرون متابعة التطورات المتعلقة بأسعار الفائدة الأمريكية عن قرب، إذ أشار جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى وجود احتمالات بتوجه السياسة النقدية نحو تخفيض أسعار الفائدة، وهذه البيئة عادة ما تكون مواتية لزيادة الطلب على الذهب، وقال فؤاد رزاق زاده، المحلل لدى “سيتي إندكس وفوركس دوت كوم”، إن الضبابية الحالية المتعلقة بسقف الدين الأمريكي والتقلبات المالية والتوترات التجارية تجعل الذهب رهانًا قويًا في الأسواق المالية العالمية.

كما شهدت المعادن النفيسة الأخرى توجهًا مشابهًا للذهب، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 4.7% لتصل إلى 34.54 دولار للأوقية، وارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.6% ليبلغ 1,062.10 دولار، أما البلاديوم فقد صعد بنسبة 1.8% ليسجل 988.19 دولار، وهذا الارتفاع يعكس الاتجاه الإيجابي العام لهذه الأسواق وسط المخاطر المالية الحالية.

البيانات الرئيسية لأسعار المعادن النفيسة

مع استمرار المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، يبقى الذهب خيارًا مثاليًا للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية أصولهم في بيئة اقتصادية غير مستقرة، كما أن الاتجاهات الحالية تؤكد أهمية متابعة المؤشرات الاقتصادية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على أسواق المعادن.