الدولار يواجه أسوأ أداء له منذ تفشي جائحة كورونا

يشهد الدولار الأمريكي تراجعًا كبيرًا وفقًا لتقرير صادر عن بنك “مورجان ستانلي”، حيث يتوقع أن يسجل أدنى مستوياته منذ أزمة فيروس كورونا نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي وتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيض أسعار الفائدة، كما أشار التقرير إلى أن مؤشر الدولار قد ينخفض بنسبة 9% خلال عام ليصل إلى 91 نقطة، وهو ما يعكس ضعفًا كبيرًا في جاذبية الدولار عالميًا، مما يؤثر على أدائه في الأسواق المالية.

الدولار على أعتاب تراجع قياسي

كشف “مورجان ستانلي” في مذكرته الأخيرة عن احتمالية انخفاض الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال الأشهر القادمة، حيث تأثر الدولار بتراجع ثقة المستثمرين، وأشار التقرير إلى أن الأسواق تشهد تحولات جوهرية في توجهاتها؛ إذ باتت السياسات الاقتصادية تعتمد بشكل أكبر على خفض أسعار الفائدة، مما يزيد الضغط على العملة الأمريكية، وأكد الخبراء أن التوترات التجارية وتصاعد المخاوف الاقتصادية شكلا أساس الانخفاض المستمر لقيمة العملة.

تحذيرات البنوك الكبرى من سقوط الدولار

انضمت مؤسسات مصرفية كبرى مثل بنك “جيه بي مورجان” إلى قائمة المحذرين من مستقبل الدولار، حيث رجح فريق البنك بقيادة ميرا تشاندان ضعف العملة الأمريكية وأوصى بتفضيل الين الياباني واليورو والدولار الأسترالي كبدائل استثمارية، هذا التراجع يأتي بالتزامن مع انخفاض مؤشر الدولار بنحو 10% منذ فبراير الماضي، مما يشير إلى استمرار الضغط على الدولار وسط توقعات بتراجع هيمنته عالميًا على المدى القريب وفق المؤشرات الحالية.

هبوط العملة الأمريكية مقابل العملات الأخرى

في ضوء انخفاض الدولار الأمريكي، توقعت مذكرة “مورجان ستانلي” أن تستفيد العملات البديلة مثل اليورو والين السويسري من هذا التراجع، حيث رجح التقرير أن يرتفع سعر اليورو إلى 1.25 دولار بحلول عام 2026 مقارنة بسعر 1.13 دولار حاليًا، كما قد يشهد الجنيه الإسترليني تحسنًا ملحوظًا ليصل إلى 1.45 دولار بدلًا من 1.35 حاليًا، بالنسبة للين الياباني، توقع أن ينخفض الدولار إلى 130 ين مقارنة بـ143 ينًا حاليًا استنادًا لتقارير المؤسسات الاقتصادية الكبرى.

كيف يؤثر خفض أسعار الفائدة على ضعف الدولار؟

يتوقع خبراء أن يؤدي تخفيض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 175 نقطة أساس خلال 2026 إلى زيادة الضعف المسجل في الدولار الأمريكي، هذا الأمر من شأنه أن يؤثر أيضًا على سوق السندات، حيث قد تنخفض عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى ما دون الـ4%، بالتزامن مع الدورة الضعيفة للأداء الاقتصادي الأمريكي بعد سلسلة من التقلبات الحادة التي ضربت الأسواق، كذلك سجل مؤشر بلومبرج للدولار انخفاضًا إضافيًا بنسبة 0.2% مع بدء التداول صباح الإثنين.

العملات البديلة والفرص المستقبلية

استنادًا إلى تقرير “مورجان ستانلي”، هناك فرصة للعديد من العملات الرئيسية للاستفادة من ضعف الدولار، حيث يعد اليورو والين الياباني أبرز المرشحين للارتفاع في ظل التقلبات الاقتصادية، ومع توجه الاحتياطي الفيدرالي لسياسات نقدية داعمة للنمو، فإن الأزواج الرئيسية للعملات قد تشهد تحسنًا ملحوظًا، لا سيما مع تزايد الطلب العالمي على البدائل ذات العوائد المرتفعة، مما يعطي أفقًا لدخول مرحلة جديدة في عالم العملات والأسواق المالية الدولية.