«استقرار ملحوظ» الذهب يواصل ثباته بعد بيانات أميركية حدّت من الإقبال عليه

استقرت أسعار الذهب بعد تراجعها في الجلسة السابقة إثر ارتفاع غير متوقع في عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي عزز شهية المخاطر وساهم في تعزيز قوة الدولار، وتداول المعدن الثمين بالقرب من 3360 دولاراً للأونصة بعد انخفاض بنسبة 0.8% يوم الثلاثاء، وقد شهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 28% منذ بداية العام، مدعوماً بالطلب على الملاذات الآمنة وضعف الأسواق العالمية.

أسعار الذهب اليوم

يشهد الذهب استقراراً نسبياً بالقرب من مستوى قياسي أقل بـ200 دولار عن أعلى مستوياته في أبريل، وتأتي هذه الحركة نتيجة لتفاؤل المستثمرين بشأن الاقتصاد الأمريكي بسبب ارتفاع الوظائف الشاغرة، مما يزيد من ثقتهم في الاقتصاد رغم التوترات التجارية المستمرة، ومع ذلك، يظل الذهب من بين الخيارات الآمنة وخاصة في ظل تقلبات الأسواق بسبب النزاعات بين القوى الاقتصادية الكبرى.

عوامل تدعم استقرار أسعار الذهب

الملاذ الآمن الذي يوفره الذهب لعب دوراً مهماً في الطلب المتصاعد عليه، فعلى الرغم من تقلب الأوضاع التجارية إلا أن الذهب استفاد من انسحاب المستثمرين من الأصول ذات المخاطر العالية، كما تستمر المصارف المركزية في شراء الذهب كوسيلة لتقوية احتياطاتها، في الوقت الذي تظل فيه المخاوف الجيوسياسية وضعف الدولار عوامل تضيف إلى جاذبية المعدن.

التوترات الاقتصادية ودورها في حركة الأسعار

تعكس السياسات التجارية الحالية تأثيراً ملحوظاً على حركة أسعار الذهب، حيث أدى توقيع الرئيس دونالد ترمب على مرسوم رفع الرسوم الجمركية إلى 50% على الصلب والألمنيوم إلى زيادة التوترات العالمية، كما أن اتهام الصين للولايات المتحدة بتقويض الهدنة التجارية قد يزيد من احتمالات تصاعد النزاع، مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق.

توجهات الأسواق وترقب البيانات الاقتصادية

تبقى الأنظار موجهة نحو إعلانات بيانات التوظيف الأمريكية التي تؤثر بشكل مباشر على توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، فالذهب يتأثر بشكل إيجابي بقرارات خفض أسعار الفائدة التي تقدم دعماً كبيراً لجاذبيته في الفترات التي يضعف فيها الدولار، فالفائدة المنخفضة تعني تكاليف أقل للاحتفاظ بالذهب مما يشجع الاستثمار فيه.

مقارنة تحركات الذهب مع المعادن الأخرى

الآفاق المستقبلية لاستقرار الذهب

يشكل مستقبل الذهب مرآة للتوجهات الكلية في الاقتصاد العالمي، فتزايد التوترات أو أي هبوط كبير في الأسواق قد يؤدي لزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما سيعتمد جزء كبير من الأداء المستقبلي على بيانات التوظيف وأداء الدولار ومقدار الإقبال من المصارف المركزية على المعدن النفيس وسط تقلبات الأسواق وضعف الثقة في العملات التقليدية.