ارتفاع أسعار الذهب مع هبوط الدولار وتزايد التوترات التجارية

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في التعاملات المبكرة، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. ومن أبرز العوامل المؤثرة، إعلان الرئيس الأمريكي عن زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم. يوفر الذهب كملاذ آمن دعمًا إضافيًا في ظل هذه التطورات، مما يزيد من اهتمام المستثمرين بهذا المعدن الثمين.

ارتفاع أسعار الذهب اليوم

ارتفع سعر الذهب في الأسواق الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 3309.89 دولار للأونصة، فيما سجلت العقود الأمريكية الآجلة الارتفاع ذاته بوصولها إلى 3333.30 دولار للأونصة، وفقًا لبيانات “رويترز”. يظهر هذا المشهد نتيجة لانخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. يمثل تراجع الدولار عاملًا محوريًا في تعزيز القوة الشرائية للمعدن الأصفر ودفع أسعاره إلى الارتفاع.

تأثير الرسوم الجمركية على الذهب

جاء ارتفاع المعدن النفيس بشكل أساسي بعد إعلان الولايات المتحدة عن زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم. إذ أعلن الرئيس الأمريكي عن رفع الرسوم من 25% إلى 50%، ما أثار ردود فعل غاضبة من المفوضية الأوروبية التي هددت برد ممكن من الاتحاد الأوروبي. زادت هذه التطورات من تقلبات الأسواق، حيث اتجه المستثمرون نحو الذهب كملاذ آمن يحميهم من المخاطر الاقتصادية المحتملة.

تأثير التصعيد الجيوسياسي على أسعار الذهب

التوترات الجيوسياسية تلعب دورًا هامًا في حركة أسعار الذهب. شهد الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا تصعيدًا خطيرًا عبر سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة. تفجير جسر في روسيا وانهيار قطار ركاب، بالإضافة إلى استهداف قاذفات نووية روسية في سيبيريا، هي أمثلة للصراعات التي تؤدي إلى تعزيز مكانة الذهب كاستثمار آمن تحت تلك الظروف المتوترة. يساعد التصعيد الجيوسياسي على زيادة الطلب على الذهب، مما يؤدي بالتالي إلى دعم أسعاره.

السياسة النقدية وتأثيرها على أسواق الذهب

تراقب الأوساط الاستثمارية مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بترقب بالغ. حيث تشير التوقعات إلى احتمالية قيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس اعتبارًا من أكتوبر. تأتي هذه التوقعات استنادًا إلى بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، التي سجلت ارتفاعًا بنسبة 2.1% على أساس سنوي خلال أبريل، وهو ما جاء دون التوقعات. عمليات خفض الفائدة عادةً ما تعزز من إقبال المستثمرين على الذهب بسبب انخفاض تكلفة الفرصة البديلة، والتي تساهم في رفع أسعاره بشكل كبير.

تحركات المعادن الأخرى في الأسواق

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تباينًا في أدائها إلى جانب الذهب اليوم. حيث ارتفع سعر الفضة بنسبة 0.2% ليصل إلى 33.04 دولار للأونصة. بينما سجل معدن البلاتين انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% إلى 1054.28 دولار للأونصة. فيما بقي سعر البلاديوم مستقرًا عند مستوى 970.79 دولار. تعكس هذه التحركات تأثير العوامل الاقتصادية المختلفة على أداء المعادن النفيسة كافة، مع استمرار الذهب في الصدارة بفضل وضعه الفريد كأداة استثمارية رئيسية.