«انتعاش قوي» الذهب يكتسب مكاسب جديدة مع تراجع البيانات الأمريكية

شهد سعر الذهب انتعاشًا ملحوظًا مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات اليوم الخميس، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 0.51% ليصل إلى 3389 دولارا للأونصة، مدعوما بتصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي التي دفعت المستثمرين للاعتماد عليه كملاذ آمن تقليدي، ويأتي هذا الأداء في ظل مؤشرات متزايدة على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، وهو ما ساهم بشكل كبير في تعزيز التوقعات المحيطة بالذهب.

توقعات سعر الذهب وأداء الاقتصاد الأمريكي

أظهرت المؤشرات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة انكماشًا واضحًا في قطاع الخدمات، والذي يعتبر الأول من نوعه منذ ما يقرب من عام، بالإضافة إلى تقرير الوظائف من ADP الذي أظهر إضافة 37000 وظيفة فقط في مايو، وهو أقل بكثير من التوقعات، هذه البيانات عززت من احتمالية اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي قرارًا بخفض الفائدة مرتين هذا العام، وأصبح الذهب أكثر جاذبية بسبب انخفاض تكلفة الفرصة البديلة لامتلاكه نتيجة لذلك، وعلى الرغم من ضغط الرئيس الأمريكي ترامب لتخفيض الفائدة على الفور، إلا أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يتسمون بالحذر إزاء الموقف الاقتصادي الحالي.

العوامل التجارية وتأثيرها على سوق الذهب

فيما يتعلق بالتطورات التجارية الدولية، تظل الأجواء غائمة، خاصة بعد القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب، بالإضافة إلى تصريحاته التي وصف فيها الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه “صعب المراس”، هذه الممارسات التجارية زادت من حجم المخاوف العالمية، مما أسهم في توجيه المستثمرين نحو الذهب كوسيلة للتحوط ضد المخاطر، ويضاف إلى ذلك أن التوترات التجارية تجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأسعار بدقة.

تحليل الذهب على المدى القصير

من الناحية الفنية، يتداول الذهب حاليًا ضمن قناة سعرية صاعدة حول مستوى 3390 دولارًا للأونصة على الإطار الزمني 4 ساعات، وما زال يحافظ على مستوياته أعلى المتوسط المتحرك 28 عند 3347 دولارًا، وهو ما يعزز التوجه الإيجابي، وفي حال استقراره فوق الدعم الأساسي عند 3344 دولارًا، فإنه يتوقع استهداف المقاومة الحاسمة عند 3433 دولارًا، التي تمثل محطة هامة، ومع إمكانية الثبات فوقها، قد تكون القمة المسجلة سابقًا عند 3496 دولارًا هدفًا محتملا.

سيناريوهات الهبوط لمستقبل أسعار الذهب

أما في حالة حدوث كسر واضح لمستويات الدعم الهامة عند 3344 دولارًا، فإن الزخم الحالي قد يضعف ويؤدي إلى اختبار مستويي الدعم التاليين عند 3260 دولارًا و3204 دولارًا أمريكيًا، ويرتبط هذا السيناريو بالتغيرات التي قد يشهدها مؤشر RSI الرئيسي، حيث يشير التقاطع السلبي إلى احتمالية زيادة الضغوط البيعية، ومع ذلك، يبقى الاتجاه الفني للذهب صاعدًا طالما ظل ضمن القناة السعرية الحالية، وما يحدد هذا الزخم بشكل كامل سيكون بلا شك البيانات المنتظرة حول التوظيف الأمريكي.