الدولار يتقلب في انتظار نتائج مكالمة ترامب مع شي

الدولار يترنح في الوقت الذي يشهد فيه العالم حالة من الترقب تجاه التطورات الاقتصادية والسياسية، تأتي أبرز الأحداث العالمية مؤثّرة بقوة على العملات الرئيسية وأسعار الفائدة في الأسواق الدولية، وتشكل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا سيما فيما يتعلق بالتجارة بين الولايات المتحدة والصين، عاملًا هامًا في تلك التحركات، فتتباين ردود الفعل بين العملات المختلفة استنادًا إلى التطورات الأخيرة.

الدولار يترنح بانتظار مكالمة ترامب وشي

بدأ الدولار الأمريكي التداول بتراجع ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، إذ شهد انخفاضًا أمام معظم العملات العالمية نتيجة للترقب الكبير وسط سياسات اقتصادية وتجارية متقلبة تثقل كاهل الأسواق، فبينما استقر أمام الين الياباني عند مستوى 143.95، انخفض بنسبة 0.16% مقابل الفرنك السويسري ليصل إلى 0.8228، وعلى الجانب الآخر، تعزز اليورو مكاسبه مسجلًا زيادة نسبتها 0.21% عند مستوى 1.1395، انتظارًا لقرارات البنك المركزي الأوروبي حول أسعار الفائدة، أما الجنيه الإسترليني فقد صعد بنسبة 0.14% مدعومًا باستثناء المملكة المتحدة من رسوم جمركية جديدة بفضل اتفاقيات تجارية.

الدولار على أعتاب أسوأ أداء منذ جائحة كورونا

الدولار الأمريكي يمر بفترة تاريخية من التذبذبات بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن التأثيرات السياسية والاقتصادية العالمية، شهد مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس مدى قوته أمام سلة من ست عملات رئيسية استقرارًا عند 99.12 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر شهر أبريل، وتعد هذه التحركات انعكاسًا لمخاوف الأسواق تجاه أداء الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ومخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود مشابه لما حدث خلال جائحة كورونا.

تحركات العملات الأخرى وتأثير التوترات الاقتصادية

في ظل تذبذب الدولار الأمريكي يشهد السوق تحركات طفيفة ومحدودة للعملات البارزة الأخرى، حيث ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.12% ليصل إلى 0.647 دولار بعد صدور بيانات تباطؤ النمو في الناتج المحلي الإجمالي، مما غذى التوقعات بزيادة الإجراءات التحفيزية، بينما ظلت قيمة الدولار الكندي مستقرة عند مستوى 1.3714 مقابل الدولار الأمريكي، كما كان للسياسات الاقتصادية وسياسات الفائدة التي يتبعها بنك كندا دور بارز في هذا الاستقرار.

اتفاق تجاري محتمل يعيد توجيه الأسواق

تترقب الأسواق العالمية عن كثب تفاصيل المكالمة الهاتفية المتوقعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، بعد نشوب توترات حادة بين البلدين على خلفية الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب والألومنيوم، يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية عن مهل نهائية لتلقي العروض التجارية من الدول المختلفة، هذا الوضع خلق حالة من القلق وعدم اليقين، يعود ذلك إلى استمرار حالة التوتر في العلاقات التجارية بين البلدين التي قد تؤثر على استقرار العملات.

التقلبات تسيطر على مسار العملة الأمريكية

شهد الدولار تقلبات ملحوظة على مدار الأسبوع، حيث انخفض بنسبة 0.8% يوم الاثنين عقب ظهور بيانات التصنيع الضعيفة، لكنه استعاد بعضًا من خسائره يوم الثلاثاء نتيجة زيادة مفاجئة في عدد الوظائف الشاغرة، كما تأثرت مختلف الأسواق الدولية بسياسة التعريفات المفروضة على واردات المعادن، فيما أثرت هذه القرارات بشكل واضح في اقتصادات دول الجوار مثل المكسيك وكندا التي تعرضت عملاتها لضغوط في مواجهة الدولار؛ مما يعكس واقعًا معقدًا للمشهد الاقتصادي على الصعيد العالمي.