النفط في طريقه لتحقيق أول مكاسب أسبوعية منذ مايو 2025

سجلت أسعار النفط حالة استقرار نسبي خلال تداولات اليوم بعد مكاسب ملحوظة حققتها في الجلسة السابقة، وتزامن ذلك مع بوادر إيجابية لتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تصاعد التفاؤل بإمكانية إحياء المفاوضات المتوقفة بين البلدين عقب اتصال مباشر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، وشهد خام برنت تداولات بالقرب من مستوى 65 دولارًا للبرميل، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط حول مستوى 63 دولارًا للبرميل.

تحسن مفاوضات التجارة وتأثيرها على استقرار أسعار النفط

أثرت المؤشرات الإيجابية على أسعار النفط بشكل مباشر مع استئناف المحادثات التجارية الأمريكية الصينية، الأمر الذي أعاد التفاؤل إلى الأسواق بشأن تخفيف التوترات التي تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي، وقد كان للرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين تأثير في تباطؤ الطلب على الطاقة بشكل ملحوظ، واستمرت أسعار النفط ضمن نطاقات سعرية ضيقة خلال الأشهر الأخيرة بالرغم من هذه الإشارات الجيدة، حيث أدت المخاوف من قرارات تحالف أوبك+ المحتملة لزيادة الإنتاج في النصف الثاني من 2025 إلى خلق توازن بين التفاؤل والحذر لدى المستثمرين.

اجتماع أوبك+ المرتقب ودوره في تحديد سياسة الإنتاج

تتوجه أنظار الأسواق نحو الاجتماع المرتقب لتحالف أوبك+ والمقرر عقده في السادس من يوليو، حيث من المتوقع أن يشهد هذا الاجتماع مناقشة السياسات الإنتاجية للفترة المقبلة، وتشير التوقعات إلى أن بعض الدول الأعضاء، وعلى رأسها السعودية، قد تدفع باتجاه زيادة الإنتاج بهدف استعادة الحصص السوقية التي فقدتها في فترات سابقة، ومع ذلك، فإن أي زيادة في الإنتاج قد تؤدي إلى تخمة معروض جديدة، وهو ما يثير القلق حول الأسعار ويضع المستثمرين في حالة من الترقب المستمر.

بوادر تحسن الطلب العالمي مع القلق بشأن المستقبل

بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه أسواق الطاقة، إلا أن بعض المؤشرات تدل على تحسن تدريجي في الطلب العالمي على النفط، خاصة بعد النجاح النسبي في تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ولكن لا تزال العديد من العوامل مستمرة في التأثير على الاستهلاك العالمي للطاقة، منها السياسات الحمائية والتحديات المرتبطة بالنمو الصناعي، ووفقًا للبيانات الحديثة، فقد تراجعت العقود الآجلة للنفط بنسبة 12% منذ بداية العام نتيجة القلق من تأثير الحروب التجارية والقيود الاقتصادية، مما يضفي تحديات إضافية على توقعات أسعار النفط.

جدول يوضح بيانات أسعار النفط الحالية

في ضوء ذلك، يبدو أن محركات السوق النفطي ستظل متأثرة بالتوازن الحذر بين العوامل المؤيدة للارتفاع مثل تحسن العلاقات التجارية، والعوامل الضاغطة مثل احتمالات زيادة الإنتاج وتباطؤ الطلب العالمي، ولهذا فإن استقرار أسعار النفط يعتمد بشكل كبير على مخرجات اجتماع أوبك+ وتطورات السوق العالمي في المستقبل القريب.