تغريدة نهلة الجمّال عن استغلال الجهود الإعلامية تثير جدلًا واسعًا

الإعلاميون المستقلون يواجهون تحديات كبيرة بسبب استغلال الجهود المهنية وقلة الدعم المالي من الجهات الحكومية، ما يؤثر سلبًا في ثقة العاملين ويضعف الحافز لدى كثيرين منهم. هذا الواقع ينطوي على أزمة حقيقية في كيفية تعامل الجهات الرسمية مع الإعلاميين، وهو ما سلطت الضوء عليه الإعلامية نهلة الجمّال في تغريدة أثارت جدلًا واسعًا بين المختصين ورواد التواصل الاجتماعي.

تأثير ضعف العقود المهنية على الإعلاميين المستقلين في الجهات الحكومية

في متابعة لما طرحته نهلة الجمّال، يبرز أن الإعلاميين يبذلون جهدًا كبيرًا في نقل الصورة الحقيقية للأحداث، فضلاً عن تغطية الفعاليات الرسمية بمهنية عالية؛ ومع ذلك، لا تزال بعض الجهات الحكومية تعامل الإعلامي كما لو كان يؤدي عملًا تطوعيًا دون أي تقدير مادي مناسب، وهذا الاستغلال ينعكس سلبًا على روح العمل المهني. ويُضفى على هذا الظلم عادةً ذريعة عدم وجود تصنيفات واضحة للإعلاميين المستقلين، مما يحرمهم من حقوق مالية تُمنح لمؤثرين ومشاهير دون مقابل حقيقي تجاه العمل الصحفي أو التغطيات الإعلامية.

دور رواتب الإعلاميين المستقلين وأثر التحول الرقمي على حقوقهم المهنية

غالبية الإعلاميين المستقلين لا يحصلون على رواتب أو مكافآت مقابل جهودهم المهنية، خصوصًا بعد التحول الرقمي للصحف ووسائل الإعلام، رغم أن بعض الزملاء يمتلكون خبرات تمتد لأكثر من خمسة عشر عامًا في هذا المجال. هذا الوضع يدفع الكثير منهم للبحث عن فرص عمل في كيانات إعلامية رسمية أو الالتحاق بالجهات الحكومية عبر عقود ثابتة، غير أن الفجوة القائمة تبقى عائقًا كبيرًا أمام تحقيق ذلك، مما يعمق أزمة التعامل المهني بين الطرفين.

مراجعة آليات التعاون مع الإعلاميين المستقلين لتعزيز منظومة الإعلام الوطنية

تؤكد نهلة الجمّال أن سوء التعامل مع الإعلاميين لا يضر الأفراد فحسب، بل ينعكس سلبًا على المنظومة الإعلامية بأسرها، حيث يؤدي إلى تراجع الحافز المهني ويهمش دور الإعلام في نقل الرسالة الوطنية بفعالية. ومن هذا المنطلق، تدعو الجهات الحكومية إلى إعادة النظر في آليات تعاملها مع الإعلاميين المستقلين وتأسيس علاقات شراكة قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل. إن دعم الإعلام المهني يجب أن يبدأ بالاعتراف الكامل بحقوق العاملين الإعلاميين، فهم يمثلون الوجه الحي للوطن، وصوت الحدث، والجسر الأوثق بين المواطن وقرارات الدولة.

العنصر الوضع الحالي التوصية
تقدير الجهود الإعلامية يُعامل الإعلامي كمتطوع بلا أجر توفير دعم مادي ومعنوي عادل
تصنيف الإعلاميين المستقلين غير موجود، مما يمنع المطالبة بحقوق وضع تصنيفات واضحة قانونية
الرواتب والمكافآت قلة أو انعدام المكافآت تحديد نظام رواتب مناسب ومستدام
الشراكة بين الجهات الإعلامية والحكومية عقلية الاستغلال والواجب التطوعي بناء علاقات تعاونية قائمة على الاحترام

ليست التغريدة التي أطلقتها نهلة الجمّال مجرد حالة تفاعل مؤقتة؛ بل هي انعكاس لمعضلة تتطلب معالجة شاملة تضمن حقوق الإعلاميين المستقلين وتعزز من استقرار منظومة الإعلام. مثل هذه الخطوات تعيد للعاملين ثقتهم بسوق العمل، وتضمن إيصال الرسائل الوطنية بصورة أكثر مصداقية ومهنية.