محام يوضح أسباب تفكك العائلات بعد وفاة الأب وكيف تؤثر التركة على حقوق الورثة

تمثل تفكك بعض العائلات بعد وفاة الأب وتوزيع التركة واحدًا من التحديات التي تواجه الورثة في المملكة؛ إذ يتعرض بعضهم لخسارة حقوقهم بسبب النزاعات على الميراث، ويُعد فهم آليات توزيع التركة وأسباب الخلافات ضرورة لتجنب هذه المشكلات.

أسباب تفكك العائلات بعد وفاة الأب والنزاعات على الميراث

تتعدد أسباب تفكك العائلات بعد وفاة الأب، ويمثل النزاع على الميراث أبرزها؛ ففي كثير من الحالات، تنتج الخلافات عن عدم الثقة بين الورثة أو الشكوك في طرق توزيع الأصول، مما يؤدي إلى تراجع الروابط الأسرية وابتعاد أفراد العائلة عن بعضهم بعضًا؛ وهذا يعود غالبًا إلى غياب المشاحة، أي السماح والتسامح بين الورثة حول حقوق بعضهم بعضً، وهو ما يخلق احتكاكًا ربما يتحول إلى صراع طويل، خصوصًا إذا تم تصعيد الأمور إلى الجهات القضائية.

كيفية تقسيم التركة تجنبًا لخلافات الورثة وضياع حقوقهم

في العديد من العائلات بالمملكة، تُحل قضايا الميراث بطريقة ودية عبر القسمة الرضائية، حيث يجتمع الورثة ويتفقون على تقسيم التركة بالتراضي، ويُوثق ذلك رسميًا عند القاضي أو عبر المصلح، ما يفضي إلى إنهاء المسألة بالرضا والسلم الأسري؛ لكن حينما تتوتر الأمور ويُفتقر إلى الثقة، يلجأ الورثة للمحكمة للحصول على قسمة رسمية، حيث تُحصر الأموال وتنظم بالتفصيل، الأمر الذي يحمي الحقوق المشتركة ولكنه قد يؤدي إلى إجراءات معقدة أحيانًا.

تأثير البيع الجبري للميراث على خسارة الورثة لقيمة التركة

عندما تلجأ المحكمة للبيع الجبري لأصول المورّث، تواجه العائلة خطر فقدان جزء كبير من قيمة العقار المعروض؛ إذ يُباع هذا العقار في المزاد بأسعار تقديرية أقل من السوق، ويعود السبب إلى طبيعة المزادات التي لا تضمن وصول السعر إلى القيمة الحقيقية، مما يلحق الضرر بالورثة وحقوقهم، خاصة إذا غابت روح التسامح والتفاهم بينهم لدعم توزيع أموال الميراث بطريقة ترضي جميع الأطراف.

تُبرز هذه الجوانب أهمية التواصل والتفاهم بين أفراد العائلة عند توزيع الميراث؛ فالالتزام بالقسمة الرضائية يقي من النزاعات ويحافظ على استقرار العلاقات، بينما قد يؤدي الافتقار إلى هذه القيم إلى خسائر مادية ونفسية تؤثر على وحدة الأسرة واستقرارها.