قرض الـ 800 مليون دولار وتأثيره على حق انتفاع اليابان في المتحف المصري الكبير 2025

تمويل المتحف المصري الكبير بقرض 800 مليون دولار أثار تساؤلات حول حقيقة حق الانتفاع الياباني في هذا الصرح الحضاري

التكلفة الحقيقية لإنشاء المتحف المصري الكبير ومصدر التمويل

تبلغ تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير حوالي 1.2 مليار دولار أمريكي، شُيد هذا الصرح على مساحة 480 ألف متر مربع مخصصة له، منها 85 ألف متر لقاعات العرض الدائمة التي تجعله الأكبر عالميًا في مجال الحضارة الفرعونية، وجرى تمويل الجزء الأكبر من هذا المشروع العملاق عبر قرضين ميسرين من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا” بقيمة إجمالية تعادل نحو 800 مليون دولار، مع فوائد بلغت 1.5% فقط وفترات سداد ممتدة، وهذه القروض جزء من اتفاقية تعاون تنموي رسمي بين مصر واليابان لا تتضمن أي حق انتفاع أو ملكية يابانية للمتحف، بل ترتكز على الشراكة الفنية والثقافية.

حقيقة التمويل الياباني والموقف القانوني لحق الانتفاع

يوضح الخبير الاقتصادي عادل عامر أن القرضين الموقعين عامي 2008 و2016، جاءا بشروط ميسرة للغاية، وتهدف الوكالة اليابانية من خلال هذا التمويل إلى دعم التنمية وليس الاستثمار التجاري، حيث لا تمنح الاتفاقية اليابانية أي حقوق انتفاع أو ملكية للمتحف لأي طرف أجنبي، وإنما تقدم دعمًا فنيًا وتقنيًا يشمل تدريب الكوادر المصرية في الترميم والإدارة المتحفية، وإقامة مركز ترميم مجهز بأحدث الأجهزة، بالإضافة إلى المساعدة في التنقيب عن مركبة خوفو الثانية؛ وهذا يرسخ مفهوماً شفافًا للتمويل التنموي بعيدا عن أي امتيازات ملكية أو انتفاع.

المتحف المصري الكبير: فكرة تصميمه ومحتوياته المتميزة

بدأ المشروع بمسابقة عالمية فازت بها الشركة الإيرلندية Heneghan Peng Architects، التي صممت المبنى مزجت فيه روح الصحراء المصرية مع عمارة معاصرة، وقد واجه المشروع عقبات سياسية ومالية بفعل أحداث يناير 2011، لكن العمل استؤنف بقوة في 2014 بعد استقرار الأوضاع، ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من فترات تاريخية تمتد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر اليوناني الروماني، ويقدم مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة باستخدام أحدث تقنيات العرض، كما يرحب الزوار بتمثال رمسيس الثاني العملاق بارتفاع 12 مترًا، ويضم المتحف قاعات عرض كبيرة ترتكز على محاور المجتمع والملكية والمعتقدات الدينية، مع إطلالة ساحرة على أهرامات الجيزة من خلال واجهة زجاجية ضخمة تعكس تبادل الحقب التاريخية وروح الحاضر المتجدد.