تراجع أسعار النحاس والألمنيوم اليوم وسط ترقب قرارات الفائدة الأمريكية 2025

شهدت أسعار النحاس والألمنيوم انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، وسط ترقب كبير في الأسواق العالمية لتطورات أسعار الفائدة الأمريكية، إذ تراجع النحاس بنسبة تقارب 1%، بينما عانى الألمنيوم من هبوط بعد أن سجل أعلى إغلاق له خلال ثلاث سنوات. تجدر الإشارة إلى أن هذا التراجع جاء في ظل حالة من الحذر يفرضها عدم وضوح توجهات الاحتياطي الفيدرالي وتأثير ارتفاع الدولار الأمريكي على الأسعار.

تأثير ارتفاع الدولار وعدم وضوح توجهات الفائدة الأمريكية على أسعار النحاس والألمنيوم

تأثرت حركة أسعار النحاس والألمنيوم بشكل مباشر بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، مما زاد من ضغوط البيع على المعادن الأساسية؛ إذ يجعل الدولار الأقوى السلع المقومة به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى. يأتي ذلك في وقت يعاني فيه المستثمرون من غموض القرارات المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث صرح جيروم باول رئيس المجلس أن خفض الفائدة في ديسمبر “ليس محسومًا بعد”، مع متابعة مستمرة لبيانات التضخم، وعلى الجانب الآخر أعرب أوستان غولسبي رئيس الفيدرالي في شيكاغو عن قلقه من مخاطر التضخم مع التركيز أقل على سوق العمل، مما يعكس الانقسام الحاصل داخل المجلس بشأن توقيت التيسير النقدي القادم.

انخفاض جماعي في أسعار المعادن ببورصة لندن وتأثير تباطؤ النمو الصيني

شهدت بورصة لندن للمعادن تحركات نزولية في ستة من المعادن الرئيسية، نتيجة عودة اهتمام المستثمرين للسياسات النقدية الأمريكية وملامح تباطؤ النمو في الصين، الذي بدأ يتضح بعد تراجع التوترات التجارية بين بكين وواشنطن. كان من بين هذه المعادن النحاس والألمنيوم والزنك، حيث سجل النحاس تراجعًا بنحو 1.3% ليصل إلى 10,712.50 دولاراً للطن بتوقيت شنغهاي، فيما هبط الألمنيوم بنسبة 0.7%، وانخفض الزنك بنسبة 0.3% بعد تسجيله لأعلى إغلاق منذ بداية العام. كما تراجع خام الحديد في سنغافورة بنسبة 1.6% إلى 103.35 دولاراً للطن. ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري إلى مستويات قريبة من أعلى مستوياته منذ مايو، مما زاد من ضغط البيع على المعادن.

دور قيود الإنتاج في الصين ودعمها لاستقرار أسعار النحاس والألمنيوم

رغم التراجع في أسعار النحاس والألمنيوم، يُشير المتخصصون إلى أن السوق لا يزال يستفيد من جانب العرض المحدود، لا سيما مع استمرار القيود على الطاقة الإنتاجية في الصين، ووجود اضطرابات في مناجم النحاس بأمريكا الجنوبية، إلى جانب تقليص بعض مصاهر الزنك في أوروبا لإنتاجها. هذه العوامل تساهم في الحد من الهبوط الحاد في الأسعار وتوفر دعماً لتوازن السوق على المدى المتوسط. كما يتوقع المحللون أن الطلب على المعادن المرتبطة بالتحول الأخضر، مثل تلك المستخدمة في مشاريع الطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية، سيستمر في دعم الأسعار وتقليل احتمالات الانخفاض خلال الأشهر القادمة.