رفض الأطفال للطعام اليوم: هل هو سلوك طبيعي أم علامة تستدعي القلق؟

رفض الأطفال للطعام من المواقف الشائعة التي تواجه العديد من الأهالي، إذ يُظهر الطفل بين عمر سنتين وخمس سنوات تفضيلات وانتقائية في الأكل، وقد يرفض الأطعمة التي كان يحبها سابقًا، وهو سلوك طبيعي مرتبط بالتطور وليس بسبب سماح أو تقصير في التربية.

أسباب رفض الأطفال للطعام وكيفية التعامل معها

يعود رفض الأطفال للطعام غالبًا إلى مرحلة التطور التي يمر بها الطفل، حيث ينمو لديه حذر فطري تجاه ما هو جديد، وهذا يشمل الطعام أيضًا، خصوصًا بين سنتين وخمس سنوات، في ظل وجود شهية جيدة ونمو صحي ملحوظ. لذا، فإن هذا الرفض يعتبر سلوكًا مؤقتًا وطبيعيًا، ولا يرتبط بسوء معاملة أو تقصير من الوالدين. يتطلب الأمر الصبر والحكمة عند التعامل مع هذه المرحلة، مع محاولة تقديم الطعام بشكل يشجع الطفل على التجربة دون ضغط أو إجبار.

استراتيجيات ناجحة لتشجيع الأطفال على قبول رفض الطعام

لتجاوز مرحلة رفض الأطفال للطعام بنجاح، يمكن اعتماد عدة استراتيجيات فعالة مثل تقديم الطعام الجديد أكثر من مرة، فقد يحتاج الطفل لتجربة نفس النوع بين 8 و15 مرة ليتقبله؛ كما يساعد الجمع بين الأطعمة المألوفة والجديدة وتقديمها بطريقة مشوقة كالهرس أو التقطيع بأشكال لطيفة على جذب اهتمام الطفل. كذلك من المهم التأكد من تقديم الكميات المناسبة التي تلائم عمر الطفل، مثلاً ملعقة واحدة من كل صنف عن كل سنة من عمره، فتكون 3 ملاعق لطفل عمره ثلاث سنوات تقريبًا، وهذا يمنع الإجبار ويخفف الضغط النفسي على الطفل ويجعل تجربة الطعام إيجابية.

تجنب الضغط والمكافآت التي تزيد من رفض الأطفال للطعام

من الضروري عدم إجبار الطفل على إكمال طبق الطعام، إذ يؤدي الضغط إلى مزيد من المقاومة والرفض، كما يجب عدم استخدام الطعام كمكافأة أو عقاب، لأن ربط الغذاء بمشاعر سلبية أو مشجعة قد يفسد علاقة الطفل مع الطعام فيما بعد. بدلاً من ذلك، يمكن تعزيز المحاولات الإيجابية بمدح الطفل حتى لو كان مجرد تذوق صغير، واستخدام بدائل صحية للمكافآت مثل اللعب المشترك أو قراءة القصص أو إعطاء ملصقات تشجيعية، مما يخلق بيئة محفزة بعيدة عن التوتر.

في أغلب الحالات، رفض الأطفال للطعام يعكس مرحلة طبيعية من النمو يلزمها صبر الوالدين، وعدم الضغط، والاستمرار في تقديم الطعام بطرق جذابة ومريحة للطفل، مما يسهم في بناء علاقة صحية ودائمة مع الغذاء، ويفتح الباب أمام عادات أكل سليمة ومستقرة مستقبلًا.