دراسة 2025 تكشف كيف تساعد القطط المصابة بالخرف في فهم مرض ألزهايمر البشري

تُظهر الدراسة الحديثة تشابهًا واضحًا بين التغيرات الدماغية التي تحدث في القطط المصابة بالخرف، وتلك التي يعاني منها الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم المرض وتطوير علاجات مبتكرة له وللحيوانات الأليفة التي نعتمد عليها.

أعراض الخرف في القطط المسنة وعلاقتها بمرض ألزهايمر

بينت الدراسة أن العديد من القطط الكبيرة في السن تظهر عليها علامات سلوكية تشير إلى تغيرات معرفية، مثل المواء المفرط وغير المعتاد، والتشتت والارتباك داخل المنزل، واضطرابات النوم التي تؤثر على نمط حياتها، بالإضافة إلى فقدان مهارات التعرف على أشخاصها والتفاعل معهم بشكل مناسب؛ هذه الأعراض تشبه كثيرًا ما يعاني منه الإنسان المصاب بالخرف أو ألزهايمر، مما دفع الباحثين إلى فحص أدمغة القطط بعد وفاتها لفهم هذه الظاهرة بشكل أدق.

تراكم بروتين بيتا أميلويد وتأثيره على المشابك العصبية في دماغ القطط المصابة بالخرف

أبرز ما كشفت عنه الدراسة هو وجود تراكم لبروتين بيتا أميلويد داخل أدمغة القطط المصابة بالخرف، وهو بروتين مرتبط بشكل مباشر بمرض ألزهايمر لدى البشر؛ يتجمع هذا البروتين داخل المشابك العصبية التي تُعد الوصلات الحيوية لتواصل الخلايا العصبية، ومن ثم يؤدي فقدان هذه المشابك إلى ضعف في قدرة الدماغ على إرسال واستقبال الإشارات، ما يسبب تدهورًا في الذاكرة والوظائف المعرفية الأساسية المطلوبة للحياة اليومية.

القطط كنموذج طبيعي لدراسة مرض ألزهايمر وتطوير العلاجات المشتركة

تُعد القطط نموذجًا بيولوجيًا طبيعيًا ومتميزًا لدراسة مرض ألزهايمر، على خلاف القوارض التي تُستخدم عادة في التجارب المخبرية والتي تتطلب تعديلات جينية لتطوير أعراض الخرف؛ إذ تصاب القطط بشكل طبيعي بتغيرات دماغية مشابهة للمرض البشري، مما يوفر فرصة أكثر دقة وواقعية لدراسة طرق تطور المرض وتأثيره، بالإضافة إلى اختبار العلاجات المحتملة؛ هذا النموذج يسهل ابتكار أدوية يمكن أن تُحسن نوعية حياة كل من البشر والحيوانات الأليفة المسنة.

الأعراض السلوكية في القطط المصابة بالخرف التأثيرات الدماغية المقابلة لدى البشر
المواء المفرط وغير المعتاد الارتباك والقلق
الارتباك داخل المنزل فقدان التوجه المكاني
اضطرابات النوم تغيرات في نمط النوم
فقدان مهارات التعرف والتفاعل ضعف الذاكرة والتواصل الاجتماعي

تشير نتائج الدراسة أيضًا إلى دور الخلايا النجمية والخلايا الدبقية الصغيرة في عملية “تقليم المشابك العصبية” التي تؤدي إلى إزالة المشابك المتضررة؛ هذه العملية الطبيعية أثناء نمو الدماغ تتحول إلى عامل سلبي في حالة الخرف، إذ تتسبب في فقدان إضافي للوظائف العصبية، مما يزيد من سوء حالة الدماغ المتدهورة.

قد يستفيد الإنسان والحيوان من هذه العلاقة البيولوجية المشتركة، حيث يمكن للأدوية المطورة لعلاج ألزهايمر البشري أن تُستخدم لعلاج القطط المصابة بالخرف، والعكس صحيح، ما يعزز من أهمية متابعة صحة الحيوانات الأليفة المسنة وملاحظة أي تغيرات سلوكية تشير إلى مشاكل معرفية. يبقى هذا المجال واعدًا في الطب المقارن، حيث يوفر فهمًا أعمق لمرض ألزهايمر ويساعد في ابتكار حلول علاجية جديدة تخدم الناس والحيوانات على حد سواء.