تذبذب أسعار النفط وسط مخاوف من فائض عالمي وتصاعد النزاع التجاري

استقرت أسعار النفط اليوم عند مستوى 62 دولارًا للبرميل، وسط توقعات بفائض عالمي في المعروض وتصاعد النزاع التجاري بين أمريكا والصين، ما يلقي بظلال من الترقب على تحركات السوق القادمة. يعكس هذا التوازن الحذر حالة عدم اليقين المستمرة التي تؤثر على أسعار الخام بشكل مباشر.

تراجع خام برنت وسط توقعات فائض عالمي في سوق النفط

شهد خام برنت تراجعًا ملحوظًا ليصل إلى 62 دولارًا للبرميل، بعدما خسرت الأسعار حوالي 1.5% في الجلسة السابقة، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 59 دولارًا للبرميل، مما زاد من القلق بشأن سوق النفط. وأفادت وكالة الطاقة الدولية بوجود توقعات فائض في المعروض النفطي يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا خلال عام 2024، بزيادة تقدر بـ 20% عن التقديرات السابقة؛ وهو ما يشير إلى احتمالية تخمة في الكميات المتاحة للطاقة تؤثر سلبًا على الأسعار.

زيادة إنتاج أوبك+ وتأثيرها على ضغوط الأسعار في ظل فائض النفط المتوقع

في ظل استمرار تحالف أوبك+ بضخ المزيد من النفط لاستعادة حصته السوقية التي تراجعت لصالح المنتجين المستقلين، تتزايد الضغوط على الأسعار وسط زيادة المعروض العالمي. يواجه السوق تهديدًا حقيقيًا بفائض متنامٍ بسبب هذه الخطوة، بالإضافة إلى ارتفاع إمدادات النفط الأمريكية، مما يمهد الطريق لإعادة تسعير قد تدفع سعر خام برنت للتراجع تحت حاجز 60 دولارًا في الأسابيع القادمة.

النزاع التجاري الأمريكي الصيني وتأثيره على مستقبل أسعار النفط العالمية

تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين جلب مخاوف جديدة إلى سوق النفط؛ إذ تحدث الرئيس دونالد ترامب عن احتمال وقف تجارة زيوت الطهي مع الصين، ما اعتُبر تصعيدًا في النزاع التجاري المتجدد. ردت الصين بفرض عقوبات على شركات شحن أمريكية وكورية جنوبية، وهذا الأمر غذى مخاوف المستثمرين بشأن الطلب العالمي على النفط، لا سيما في حال تأثير النزاع على النمو الاقتصادي الدولي.

إشارات تهدئة أمريكية وتأثيرها على استقرار سوق النفط

على الرغم من التصعيد في النزاع، أعرب الممثل التجاري الأمريكي جيمسون غرير عن توقعاته بانحسار التوترات تدريجيًا بعد جولة مفاوضات إيجابية بين الطرفين، مما فتح آفاقًا لاستعادة نوع من الاستقرار في السوق النفطية.

تحول في هيكل أسعار النفط ودخول السوق مرحلة “كونتانغو”

أظهرت أسعار النفط تغيرًا في الهيكل السعري مع تحول الفارق بين العقود المستقبلية والعقود الفورية إلى حالة “كونتانغو”، حيث تكون الأسعار الآجلة أعلى من الفورية؛ وهذا يشير عادة إلى توقع وجود فائض في المعروض وتراجع الطلب الفوري، ما يعكس تغيرًا في ديناميكية العرض والطلب تجاه النفط.

دور السياسة النقدية الأمريكية في دعم أسعار النفط مؤقتًا

تُشير مؤشرات إلى أن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية قد يكون قادرًا على دعم أسعار النفط على المدى القصير؛ إذ ضعف الدولار الأمريكي يجعل السلع المقوّمة بالدولار، مثل النفط، أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، مما يخلق فرصة لثبات الأسعار رغم التحديات القائمة.

التقلبات المرتقبة في سوق النفط بين زيادة المعروض والتوترات الجيوسياسية

يشير المحللون إلى أن الجمع بين فائض المعروض ونزاع التجارة المتصاعد بين الصين وأمريكا قد يؤدي إلى تقلبات حادة في سوق النفط، حيث يمكن لأي تصعيد مزيد أن يدفع الأسعار للانخفاض تحت مستوى 60 دولارًا. في المقابل، فإن أي تقدم في المحادثات التجارية أو دعم نقدي خارجي قد يساعد في الحفاظ على استقرار الأسعار ضمن نطاق مقبول للمستثمرين والمتعاملين.

المنتج السعر الحالي التغير في الجلسة السابقة
خام برنت 62 دولارًا للبرميل -1.5%
خام غرب تكساس الوسيط أقل من 59 دولارًا للبرميل
فائض المعروض المتوقع لعام 2024 4 ملايين برميل يوميًا زيادة 20% عن التقديرات السابقة