ليفربول يكشف ثغرات ريال مدريد في دقة دفاعية قاسية

ريال مدريد يعاني من ثغرات واضحة أمام ليفربول في أنفيلد، وهو ما بات يشكل تحدياً أمام الفريق الإسباني هذا الموسم تحت قيادة تشابي ألونسو الجديد في الإدارة الفنية.

كيف كشف ليفربول ثغرات ريال مدريد الفنية والذهنية في أنفيلد

خسارة ريال مدريد أمام ليفربول في ملعب “أنفيلد” أكدت أن الفريق يعاني من ثغرات فنية وذهنية، على الرغم من النتائج الممتازة التي حققها في الدوري الإسباني ودوري الأبطال في بداية الموسم، حيث فاز في 10 مباريات من أصل 11 بالدوري وحقق ثلاث انتصارات متتالية في دوري الأبطال. إلا أن مواجهة ليفربول كشفت عن عدم قدرة الملكي على فرض أسلوبه والهجوم بفعالية، مما أثر على أدائه بدرجة كبيرة. ارتكاب الأخطاء المتكررة في اللحظات الحاسمة يفسر الكثير من نقاط الضعف التي عانى منها ريال مدريد، خاصة في الجانب الدفاعي والقدرة على معالجة ضغط المنافسين الكبار.

تأثير غياب الخبرة والقيادة على أداء ريال مدريد في المباريات الكبرى

ترك رحيل أبطال الخبرة من مثل كريم بنزيما، توني كروس، لوكا مودريتش وناتشو فجوة واضحة داخل صفوف ريال مدريد، وما زالت هذه الفجوة تؤثر على تماسك الفريق في اللحظات الحساسة، بما في ذلك أمام ليفربول حيث ظهر افتقار واضح للقيادة داخل الملعب. غياب الهدوء الذهني لدى العناصر الشابة كان واضحاً، كما ظهر من خلال الأخطاء التكتيكية في اللعب وسوء التعاطي مع المواقف المفصلية، مثل حصول فينيسيوس على بطاقة صفراء بسبب ارتكابه لعرقلة غير محسوبة. كذلك، لم ينجح نجوم مثل مبابي وفينيسيوس في فرض وجودهم الهجومي أمام الدفاع المنظم للريدز، ما جعل الفريق بلا حضور هجومي يذكر طوال المباراة.

التغييرات المتأخرة وتأثيرها على تكتيك ريال مدريد أمام ليفربول

اتبع تشابي ألونسو خطة (4-1-3-1) ذاتها التي اعتمدها في مباريات سابقة، لكنه تأخر كثيراً في إجراء التغييرات حتى بعد استقبال هدف ليفربول في الدقيقة 61، حيث لم يدخل لأول تبديل إلا في الدقيقة 68 بإخراج كامافينجا وإدخال رودريجو، الذي لم يستغل الفرصة وارتكب العديد من الأخطاء خلال دقائق ظهوره. كما أن تجاهل إشراك المهاجمين الشبان مثل جونزالو جارسيا وإندريك بعد التأخر في النتيجة قلل خيارات الهجوم، إضافة إلى تأثر ألكسندر-أرنولد بالضغط الجماهيري أمام فريقه السابق، أدى إلى فشل جهود ريال مدريد في تعديل النتيجة. هذه التغييرات المتأخرة تعكس تكرار أسلوب الإدارة الفنية السابق مع كارلو أنشيلوتي وعدم الثقة الكافية في اللاعبين الشباب.

التقييم ليفربول ريال مدريد
عدد التسديدات على المرمى 12 2
عدد استعادة الكرة 25 50
الأهداف المتوقعة (xG) 2.51 0.45
الأهداف الفعلية 1 0

شكل الحارس تيبو كورتوا فارقاً واضحاً في الحد من حجم الخسارة، منقذاً فرصاً محققة عدة، لكنه لم يستطع تعويض ضعف الأداء الهجومي الذي عانى منه ريال مدريد، خاصة مع ضغط ليفربول القوي وتماسك خطوطه الدفاعية والهجومية. رغم منحه إشادة باعتباره أحد أفضل لاعبي الفريق، فإن ذلك ليس دليلاً كافياً لتجاوز العيوب الفنية والذهنية التي تعاني منها تشكيلة الفريق الشابة التي لا تزال بحاجة لتطوير كبير في خبراتها وقدراتها القيادية داخل الملعب.

الأداء في أنفيلد يعكس واقع انتقال ريال مدريد من جيل ذهبي إلى مرحلة بناء جديدة، حيث يعتمد الفريق على مواهب صغيرة تراكم خبراتها ولا تزال بحاجة إلى صقل مهاراتها، كما أن التعلم من الهزائم الصعبة أمام خصوم كبار مثل ليفربول سيشكل عاملاً حاسماً في تطور مستوى الفريق وتحقيق نتائج أفضل في القمم القادمة.