نيللي كريم تكشف ملفات الأحوال الشخصية والصعيد في “عملة نادرة” مع فاتن أمل حربي اليوم

تُعد مسيرة نيللي كريم حافلة بالتحولات التي تجسد بها أدوارًا معقدة تعكس القضايا الاجتماعية والنفسية، ما جعلها من أبرز نجمات الدراما والسينما في مصر والوطن العربي؛ فقد انطلقت من عالم الباليه لتصبح أيقونة فنية لا تُضاهى خاصة في تقديم “عملة نادرة” و”فاتن أمل حربي” التي ناقشت قضايا هامة في الأحوال الشخصية وصعيد مصر.

مسيرة نيللي كريم من بداية الباليه إلى القمة في الدراما المصرية

وُلدت نيللي محمد السيد عطا الله عام 1974 في الإسكندرية لأب مصري وأم روسية، ما منحها ملامح فريدة وهدوءًا مميزًا؛ درست الباليه في روسيا وعادت لتحترف هذه الرقصة في أكاديمية الفنون، وكان الباليه بوابتها إلى عالم الأضواء. شهدت بداية احترافها التمثيل من خلال اكتشاف المخرج فارس فهمي لها في عروض الباليه، حيث شاركت في فوازير “ألف ليلة وليلة” عام 1999؛ ثم أطلّت بأول أدوارها الجادة في مسلسل “وجه القمر” عام 2000 أمام فاتن حمامة التي كانت تعتبرها خليفتها.

التحول الفني في “عملة نادرة” وأعمال نيللي كريم في الدراما النفسية والاجتماعية

في العقد الأول من الألفية الثانية، ارتبط اسم نيللي بأدوار الفتاة الرومانسية ولكنها لم تقتصر على ذلك، فهي أتقنت أداء الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والرومانسية، خاصة في أفلام “شباب على الهوا” و”غبي منه فيه”؛ كما تعاونت مع يوسف شاهين في فيلم “إسكندرية نيويورك” الذي أظهر عمقًا جديدًا في أدائها. جاء التحول الجذري عندما تناوبت على تقديم أدوار معقدة في دراما رمضان، أبرزها مسلسل “ذات” (2013) المأخوذ عن رواية صنع الله إبراهيم، وله صدى نقدي عميق؛ تلت ذلك ثلاثية درامية لفتت الأنظار عبر تعاونه مع شركة العدل جروب، حيث تجسدت معاناة النساء بقوة في “سجن النسا” (2014)، معالجة الإدمان في “تحت السيطرة” (2015)، واضطرابات النفس في “سقوط حر” (2016)، وصولًا إلى “لأعلى سعر” (2017) الذي تناول الغدر والخيانة الزوجية.

تجدّد نيللي كريم بين الكوميديا والدراما في “فاتن أمل حربي” و”عملة نادرة”

بعد تجاربها المركزة في أدوار المعاناة، عادت نيللي كريم لتجسيد الكوميديا من خلال مسلسل “بـ 100 وش” (2020) الذي حقق جماهيرية واسعة، ما برهن على قدرتها على التنويع وإتقان ألوان فنية متعددة. استمرت في الجمع بين الكوميديا والدراما في أعمال حديثة مثل “فاتن أمل حربي” (2022) الذي ناقش تفاصيل الأحوال الشخصية، و”عملة نادرة” (2023) الذي ضرب جذور قضايا الصعيد والثأر الاجتماعي. كما عادت إلى السينما بفيلم “فوي فوي فوي” (2023) الذي نال استحسان النقاد والجمهور، مؤكدة على عشقها الأول للسينما التي تراهن عليها حاليًا من خلال عدة أفلام منتظرة بين الاجتماعي والكوميدي.

تتمتع نيللي كريم بحس عالٍ في اختيار أدوارها، حيث لم يعد الجمهور يكتفي بمشاهدة أداء فني فقط، بل ينتظر معالجة عميقة تجسد واقع المجتمع وتلامس القضايا النفسية والاجتماعية الحساسة؛ لم تترد في الابتعاد عن أدوار الراحة لتتحقق مهنياً كواحدة من أهم الأصوات في الفن العربي المعاصر، مع تعزيز حضورها في السينما التي تعتبرها شغفها الحقيقي ومستقبلها الفني.