سعر أوقية الذهب يتجاوز 4000 دولار وسط إغلاق الحكومة الأمريكية

ارتفع سعر أوقية الذهب بشكل ملحوظ متجاوزًا 4000 دولار، وذلك نتيجة تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي أثار مخاوف اقتصادية وسياسية دفعت المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة مثل الذهب. شهدت الأسواق المحلية ارتفاعات في أسعار الذهب، حيث سجل عيار 21 مستوى 5340 جنيهًا، بينما بلغ عيار 24 نحو 6103 جنيهات، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

ارتفاع سعر أوقية الذهب مع تراجع الدولار وتأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي

شهد سعر أوقية الذهب تجاوزًا للمستوى النفسي المهم عند 4000 دولار، وهو ما رافقه ضعف في أداء الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته خلال خمسة أشهر، بفعل استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي. هذا الإغلاق دفع المستثمرين إلى تعزيز الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة. ويتابع السوق تصريح المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي الباحثين عن مؤشرات حول السياسة النقدية القادمة التي قد تؤثر على أسعار الذهب.

تأثير بيانات التوظيف والسياسة النقدية الأمريكية على سوق الذهب

أظهرت بيانات التوظيف الأمريكية ارتفاعًا غير متوقع بواقع 42 ألف وظيفة خلال أكتوبر، مقارنةً بانخفاض 29 ألف وظيفة في سبتمبر الماضي، ما أعطى مؤشرًا على احتمال تريث الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة خلال ديسمبر. وأشار ستيفن ميران، عضو مجلس الاحتياطي، إلى أن هذه البيانات تسلط الضوء على الحاجة إلى مرونة أكبر في السياسة النقدية لتجنب المخاطر الاقتصادية المحتملة، رغم الانقسام داخل البنك المركزي حول وتيرة خفض الفائدة. جاء ذلك بعد قرار الفيدرالي الأسبوع الماضي بخفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية للمرة الثانية على التوالي، وسط إشارات إلى تباطؤ سوق العمل الأمريكي.

الطلب العالمي والإقليمي على الذهب يدعم استقرار سعر أوقية الذهب

ذكر تقرير مجلس الذهب العالمي لشهر نوفمبر ارتفاع الطلب الأمريكي على الذهب بنسبة 58% على أساس سنوي في الربع الثالث، ليصل إلى 186 طنًا، مع تسجيل تدفقات قياسية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب التي أضافت 137 طنًا، وهي تمثل 62% من التدفقات العالمية. كما بلغ حجم التداول في بورصة كومكس وصناديق الذهب مستوى قياسيًا بقيمة 208 مليارات دولار يوميًا أكتوبر. إضافةً إلى ذلك، كشفت بيانات البنك المركزي عن مشتريات صافية من الذهب بواقع 39 طنًا في سبتمبر، ليصل إجمالي المشتريات في العام إلى 200 طن، حيث تصدرت البرازيل القائمة بشراء 15 طنًا، تلتها كازاخستان وجواتيمالا. على الصعيد الإقليمي، تخطط كمبوديا لتخزين جزء من احتياطياتها في قبو بورصة شنجهاي بمنطقة شنتشن الحرة، مما يعكس اتجاهًا دوليًا لتنويع احتياطيات الذهب بعيدًا عن المراكز التقليدية مثل لندن. رغم التوترات السياسية والاقتصادية، يستمر الذهب في تثبيت مكانته كملاذ آمن مدعومًا بتراجع الدولار وتزايد الضبابية حول السياسة النقدية الأمريكية، بينما تحجم مكاسب الأسهم العالمية عن ارتفاعات حادة في الأسعار.