الفقيه صالح الفوزان يحسم الجدل حول زيارة الآثار الفرعونية مع افتتاح المتحف المصري الكبير 2025

زيارة الآثار الفرعونية في مصر تثير جدلاً واسعًا بين الجمهور بسبب التفسيرات الدينية المختلفة، خاصة بعد فتوى مفتي المملكة العربية السعودية الجديد، صالح الفوزان، التي تناولت حكم زيارة هذه الآثار وشرعية مواجهة الأجساد الفرعونية المحنطة.

حكم زيارة الآثار الفرعونية وفقًا لفتوى المفتي صالح الفوزان

تضمنت فتوى مفتي المملكة العربية السعودية، صالح الفوزان، موقفًا واضحًا حول زيارة الآثار الفرعونية في مصر، ورد خلالها على سؤال بشأن جواز رؤية الأجساد المحنطة في المتحف المصري الكبير حديث الافتتاح، قائلًا إن الفائدة الأساسية يجب أن تكون الاعتبار والخوف من الله، وعندها لا بأس من الزيارة، أما إن كانت لغرض التفرج أو تعظيم أصحاب الحضارة القديمة فهذا لا يجوز؛ لأنه يتنافى مع توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم حين حذر من تعظيم تلك الأمم المعذبة، مؤكدًا أن الغرض يجب أن يكون الاستفادة العلمية والاعتبار من عواقب المجرمين كما ورد في قوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [النمل: 69].

وجهة نظر دار الإفتاء المصرية حول حفظ ودراسة الآثار الفرعونية

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الحفاظ على الآثار الفرعونية والتماثيل ليست محرمة شرعًا، بل هي ضرورة للدراسة التاريخية والعلمية، مشيرة إلى أن الأمم القديمة مثل المصريين القدماء والفُرس والرومان سجلوا تاريخهم عبر النقوش والتماثيل، وأن دراسة هذه الإرث المعماري والعلمي يساهم في تقدم الحضارة الإنسانية، ذلك لأن القرآن الكريم يحث على السير في الأرض والاعتبار بآثار الأمم السابقة. في بيان رسمي على موقعها قالت دار الإفتاء إن الاحتفاظ بالآثار ومتاحف الدراسات التاريخية واجب علمي وتعليمي، وليس فيه تعارض مع أحكام الإسلام، بل قد يخدم غرضًا إيمانيًا وعلميًا.

كيفية التعامل مع زيارة الآثار الفرعونية وتوجيهات الشريعة الإسلامية

تتطلب زيارة الآثار الفرعونية وخصوصًا المتحف المصري الكبير، احترام الشروط الشرعية التي تحكم ذلك الأمر، حيث يجب أن يتحقق الهدف من الزيارة في التبصر والاعتبار دون الوقوع في إعجاب أو تعظيم أصحاب الحضارات القديمة التي خضعت للعذاب الإلهي، مع الحفاظ على دراسة تلك الآثار في إطار علمي بعيد عن الانحرافات الفكرية، ومن المهم للمسلمين مراعاة التوجيهات النبوية والأدلة القرآنية التي تحث على النظر في آثار الأمم السابقة لأخذ العبرة دون تشجيع عبادة أو مديح مفرط.

زيارة الآثار الفرعونية في مصر تحمل أبعادًا متعددة بين البعد الديني والدراسي، والحرص على توجيه الزيارة بما ينسجم مع أحكام الشريعة يمثل وسيلة لتحقيق الفائدة العلمية والتربوية، مع الابتعاد عن تجاوزات التعظيم التي تخالف المبادئ الإسلامية وتجعل من التراث مجرد وسيلة للتأمل والتدبر في تاريخ الأمم السابقة ودروسها.