قفزة تاريخية في أسعار الذهب والفضة مع تجدد التوترات التجارية ومشتريات البنوك

شهدت أسعار الذهب والفضة ارتفاعًا ملحوظًا لمستويات تاريخية، مدعومة بتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى مشتريات البنوك المركزية التي زادت الطلب على المعادن الثمينة كملاذات آمنة في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

ارتفاع سعر الذهب الفوري إلى 4060 دولارًا للأونصة في ظل التوترات التجارية

وصل سعر الذهب الفوري إلى 4060.01 دولارًا للأونصة، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا إثر موجة شراء مكثفة من الصناديق الاستثمارية والبنوك المركزية، وسط تصاعد المخاوف الجيوسياسية بين القوى الكبرى؛ ما دفع الذهب لمواصلة مكاسبه للأسبوع الثامن على التوالي؛ وهي أطول فترة ارتفاع منذ عام 2019، ويرجع ذلك إلى الطلب المتزايد على الذهب الفوري كضمان مالي في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

مستقبل أسعار الفضة قرب حاجز 51 دولارًا وسط أزمة سيولة في السوق

قفزت أسعار الفضة بنسبة 1.1% لتقترب من 51 دولارًا للأونصة، وسط نقص سيولة غير مسبوق في سوق لندن؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث “الضغط القصير” حيث يضطر البائعون إلى تغطية مراكزهم المفتوحة فجأة مما رفع الأسعار بشكل حاد، وتسبب هذا التفاوت الملحوظ بأن تصبح أسعار الفضة في لندن أعلى بكثير من تلك في نيويورك، مما دفع البعض لنقل السبائك جويًا للاستفادة من الفارق السعري النادر في الذهب والفضة.

البلاتين والبلاديوم يرتفعان وسط مخاوف فرض رسوم أمريكية على المعادن الحيوية

شهدت المعادن الثمينة الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات كبيرة، حيث بلغ سعر البلاتين 1630 دولارًا للأونصة، والبلاديوم 1445 دولارًا للأونصة، بنسبة زيادة تجاوزت 2%، مدعومة بمخاوف متزايدة من احتمالية فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية على المعادن الحيوية في إطار تحقيقات القسم 232، مما عزز الطلب على تلك المعادن كأصول تحوطية تستجيب للضغوط الجيوسياسية والتجارية.

المعدن السعر الحالي للأونصة
الذهب 4060.01 دولارًا
الفضة 50.20 دولارًا
البلاتين 1630 دولارًا
البلاديوم 1445 دولارًا

تأثير مشتريات البنوك المركزية والتوترات التجارية على أسعار الذهب والفضة

شهدت أسعار الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعات تتراوح بين 50% و80% منذ بداية عام 2025، ويعزى ذلك إلى عدد من العوامل مجتمعة تشمل:

  • مشتريات كبيرة نفذتها البنوك المركزية لتعزيز احتياطياتها من المعادن الثمينة
  • ارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) من الذهب والفضة
  • سياسات التيسير النقدي التي انتهجها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لدعم الاقتصاد
  • تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي زادت من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي
  • مخاوف متزايدة من احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية وتأثيره على الأسواق المالية
  • نقاشات مستمرة حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي وقدرته على التحكم بالسياسات النقدية

ظهرت هذه العوامل مجتمعة في ظل تهديدات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات الصينية، قبل أن تظهر إشارات انفتاح على الحوار؛ ما أعاد تحفيز الطلب على الذهب والفضة كملاذات آمنة وسط تقلبات الأسواق التي تزداد حدة مع كل تطور سياسي أو اقتصادي.

تواصل المعادن النفيسة تجاوز مستويات المقاومة، لكن يبقى السؤال حول استمرار موجة الصعود مرتبطًا بنتائج التحقيقات الأمريكية بشأن المعادن الحيوية، ومستجدات السياسات النقدية الأمريكية، فتظل العيون متجهة نحو الذهب والفضة كخيارات أساسية للتحوط من المخاطر المتصاعدة في الأسواق العالمية.