مستشار اجتماعي يكشف أسباب ارتفاع نسبة الشباب السعوديين غير المتزوجين إلى 73.7% والإناث إلى 56%

تبلغ نسبة الشباب السعوديين غير المتزوجين نحو 73.7%، بينما تصل نسبة الإناث غير المتزوجات إلى 56%، مما يعكس اتجاهًا واضحًا نحو العزوف عن الزواج بين الفئات الشابة بسبب عدة عوامل اقتصادية واجتماعية تؤثر على قراراتهم. يتناول هذا المقال الأسباب المحورية التي تدفع الشباب السعودي إلى تأجيل أو تجنب الزواج، مع التركيز على الجوانب المالية وتأثيراتها المباشرة على هذا التوجه.

تأثير التكاليف الاقتصادية على ارتفاع نسبة الشباب السعوديين غير المتزوجين

تُعد الأعباء الاقتصادية من أبرز العوامل التي تحدد قدرة الشباب على الزواج، فمع بلوغهم سن 25 عامًا والحصول على وظائف مستقرة، يواجهون معضلة عدم تمكنهم من تأسيس أسر بسبب المصاريف المرتفعة المرتبطة بالزواج، من سكن ومهر ومصاريف الحفل، فضلاً عن تكلفة المعيشة اليومية التي تزيد الضغط المالي؛ ما يجعل فكرة الزواج تبدو عبئًا ثقيلًا لا يُحتمل. يعكس هذا الواقع مخاوف الشباب المتعلقة بمسؤوليات الحياة الزوجية التي تتجاوز اللحظة الأولى لتشمل سنوات طويلة من الالتزامات المالية.

دور المخاوف الاقتصادية والاجتماعية في عزوف الشباب عن الزواج

تتداخل المخاوف الاقتصادية مع المقارنات الاجتماعية التي يقوم بها الشباب، حيث يلاحظون متطلبات معيشية مرتفعة في مجتمعاتهم تجعل الارتباط الزوجي يبدو غير ممكِن بسهولة، كما يتعرضون لضغوط اجتماعية تتمثل في توقعات عالية فيما يتعلق بمدى الرفاهية التي يجب توفيرها للزوجة والأسرة. هذا التحدي المتزايد بين التوقعات والقدرات المالية يفاقم ظاهرة العزوف؛ إذ يرى الكثيرون أن تحمل مثل هذه الضغوط قد يؤدي إلى تأثير سلبي على نمط حياتهم واستقرارهم النفسي.

المسؤولية الحياتية وتأجيل الزواج بين الشباب السعودي

إن الزواج ليس مجرد مراسم أو فترة زمنية قصيرة، بل هو مسؤولية مستمرة تتطلب ديمومة الالتزام والتخطيط؛ وهو ما يراه الكثير من الشباب تحديًا كبيرًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. يدرك الشباب أن الزواج يعني تكاتفًا ماليًا ونفسيًا طويل الأمد، وقد تكون هذه الرؤية من العوامل الرئيسة التي تدفعهم إلى تأخير الخطوة أو تأجيلها إلى وقت يتحسن فيه وضعهم المادي بشكل أكثر ثباتًا، مما يؤكد ضرورة فهم أكبر لتحديات الزواج المادية والاجتماعية التي تؤثر على نسبة الشباب السعوديين غير المتزوجين.