التحريات تكشف الدافع الحقيقي لمقتل أبو رجيلة وتفاصيل اللحظات الأخيرة عبر كاميرات المراقبة الجمعة 7 نوفمبر 2025

في حلوان، أثارت جريمة مقتل أبو رجيلة صدمة كبيرة في قلوب الأهالي الذين عرفوه برمز المحبة والكرم، حيث وقع الحادث أمام محله الشهير للكشري نتيجة خلافات قديمة ترجع إلى أكثر من خمسة عشر عامًا، وكانت كاميرات المراقبة شاهدة على تفاصيل اللحظات الأخيرة للعراك الذي أودى بحياته.

بداية مأساوية في صلاح سالم تكشف تفاصيل مقتل أبو رجيلة

بدأت الفاجعة حين ورد بلاغ إلى قسم شرطة حلوان يفيد بالسقوط الدموي لأحد الأهالي أمام محل كشري شهير بحي صلاح سالم، وعند وصولهم تبين أن المجني عليه هو أبو رجيلة، الذي تعرض لاعتداء عنيف باستخدام أداة حادة على رأسه قبل أن يفقد حياته في الحال، وسط ذهول المارة الذين تعرفوا إليه كشخص محبوب ومخلص في تعاملاته مع الجميع.

تحريات المباحث تكشف الحقيقة الكامنة وراء مقتل أبو رجيلة بدافع الانتقام

أسفرت التحقيقات الأولية عن كشف هوية الجاني وأسباب الجريمة؛ حيث تبين أن أحمد حلمي، مسجل خطر ومطلوب للعدالة، نفَّذ الهجوم بدافع الانتقام نتيجة خلافات عميقة تعود لعام 2009، حين اتهم أبو رجيلة بالتسبب في أضرار له، فيما سبق للقاتل أن نشر تهديدات عبر فيسبوك قبل ارتكاب الجريمة، مهددًا بأخذ حقه بنفسه أمام الجميع، مما يبرز مدى التوتر والغضب الذي تراكم لديه حتى بلغ مرحلة ارتكاب الفعل الإرهابي الذي صدم الحي بأكمله.

النيابة والأمن يستجبان الواقعة بسرعة ضبط الجاني وتحليل الأدلة

تحركت النيابة العامة فور وقوع الحادثة إلى مسرح الجريمة لجمع الأدلة وأخذ شهادات الشهود، مع تكليف الأجهزة الأمنية بتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة، مما مكّنها من القبض على أحمد حلمي خلال ساعات بعدما حاول الفرار، واعترافه الصريح أثناء التحقيقات أكد أن الانتقام هو الدافع الأساسي وراء قتل أبو رجيلة، ويجري الآن استكمال الإجراءات القانونية لإحالته للقضاء بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.

حزن عميق في حلوان على فقدان أبو رجيلة وذكرى رجل الخير تبقى حية

احترق قلب الحي لفقده رجلاً كان مثالاً في الكرم والتواضع، إذ اعتبره الجميع رمزًا للطيبة والإخلاص، فهو الذي كان يقدّم الوجبات المجانية للمحتاجين ويجمع الناس حوله بمحبة وأخلاق نادرة، وتحولت منصات التواصل إلى منبر لنعيه والتعبير عن الحزن الذي عم بين سكان المنطقة، بينما طالب الأهالي الجهات القضائية بإنزال أشد العقوبات بالجاني وردع من يروع السلم الأهلي.

على مدار الأيام التي تلته، تابع الجميع قصة أبو رجيلة الذي ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب أهالي حلوان، فكان أكثر من مجرد بائع كشري؛ أصبح رمزًا للكفاح والاجتهاد والروح الطيبة التي لا تغيب عن ذاكرة من عرفوه، ويستمر الحديث عنه بين الناس الذين يحرصون على تذكره بكل تقدير ومحبة كما كان دائمًا.