ياسمين عز بين الانتقادات والحب الجماهيري.. ماذا يقرر مصيرها في الإعلام المصري؟

ياسمين عز استطاعت أن تثبت نفسها كواحدة من أبرز الإعلاميات في مصر من خلال تناولها المميز لقضايا الرجال والنساء بأسلوب جريء في برنامجها “كلام الناس” على قناة MBC مصر، مما جعل هذا البرنامج محط أنظار ملايين المشاهدين وموضع نقاش دائم في وسائل الإعلام.

مسيرة ياسمين عز الإعلامية وتألقها في برنامج كلام الناس

بدأت ياسمين عز مشوارها في الإعلام المصري عام 1988، حيث درست الإعلام وتمكنت من بناء قاعدة جماهيرية في بداياتها عبر برنامج “عز الشباب” على روتانا مصرية الذي جذب شريحة شبابية بمحتواه المرح، قبل أن تنتقل إلى MBC مصر التي شهدت تحولًا جذريًا في مشوارها المهني. قدمت من خلالها عدة برامج مثل “صباحك مصري” و”نص الكلام”، لكنها اكتسبت شهرتها الحقيقية حين قدمت برنامج “كلام الناس” الذي جمع بين الطابع الجدي والفكاهي، ما أضفى على شخصيتها طابعًا مميزًا في الوسط الإعلامي. ولم تقتصر مسيرتها على التقديم فحسب، بل خاضت تجربة التمثيل عبر مسلسلات مثل “بره الدنيا” و”الصفعة”، مما أضاف تنوعًا إلى حضورها الفني.

الجدل الجماهيري حول تصريحات ياسمين عز في كلام الناس وتأثيرها على الجمهور

يُعتبر برنامج “كلام الناس” المنصة الأبرز التي أثارت من خلالها ياسمين عز العديد من النقاشات الحادة، خاصة عبر فقرته التي تركز على العلاقة بين الرجل والمرأة، حيث تصف الرجل بأسلوب ساخر وأحيانًا تمجيدي مثل “يا روحي” و”يا حبيبتي” و”الراجل ما لوش ضهر غير مراته”؛ ما أدى إلى انقسام واضح في ردود الفعل. إذ وجد بعض الرجال في كلامها تأكيدًا لآرائهم حول الديناميكيات الزوجية التقليدية، بينما انتقدتها منظمات حقوق المرأة والمجموعات النسائية لرؤيتهم أن هذه التصريحات تُعزز من تبعية المرأة وتقليل حقوقها، مما جعل اسمها وبرنامجها يتصدران منصات التواصل الاجتماعي باستمرار.

أسباب نجاح ياسمين عز وتأثير برنامج كلام الناس في المشهد الاجتماعي والإعلامي

تعود شعبية ياسمين عز إلى أسلوبها الفريد في التقديم، حيث تستخدم طابعًا كوميديًا ساخرًا، وصوتها الرقيق الذي يميزها، مما يجعل تصريحاتها مادة منتشرة عبر الإنترنت ومناسبة للميمز، إضافة إلى تناولها القضايا المثيرة للجدل في علاقة الرجل بالمرأة بطابع صادم يجعلها تلامس جمهورًا واسعًا. كما أن الجدل المستمر حول محتواها، سواء داعمًا أو معارضًا، يعمل كآلية تسويقية تزيد من نسب المشاهدة وتوفر انتشارًا إعلاميًا واسعًا. رغم كل الانتقادات، لا يمكن إنكار الدور الذي تلعبه في تحفيز الحوار المجتمعي حول الأدوار التقليدية داخل الأسرة.

لم تخلُ مسيرتها من التحديات، فقد تعرضت لانتقادات حادة أدت أحيانًا إلى اعتذارات أو توضيحات في مواقف أثارت جدلاً مثل قضية “عريس الإسماعيلية”، كما دخلت في خلافات علنية مع إعلاميين آخرين، مما يعكس وعيها بأن إثارة الجدل جزء لا يتجزأ من هويتها في الإعلام ويعزز من بقاءها في دائرة الضوء.

يبدو أن ياسمين عز ستستمر في استغلال مزيج الترفيه والقضايا الاجتماعية المثيرة لمواصلة جذب الانتباه وضمان تفاعل الجمهور، حيث يظهر أثرها واضحًا في تحريك النقاش المجتمعي والتأثير في توجهات المشاهدين، مما يجعلها ظاهرة مستمرة في الشاشة المصرية.