دهاء يايسله يحسم ديربي الأخطاء ويطيح بكونسيساو

خسر الاتحاد ديربي جدة أمام الأهلي بهدف دون رد في الجولة الثامنة من دوري روشن للمحترفين، حيث أظهر ديربي الأخطاء التكتيكية التي ارتكبها مدرب الاتحاد سيرجيو كونسيساو بشكل واضح، بينما تجلى دهاء يايسله في التمرير وتنظيم الهجمات المرتدة الحاسمة التي حسمت اللقاء.

التحفظ التكتيكي وتأثيره على مجريات ديربي جدة

انطلقت مباراة ديربي جدة بحذر شديد من كلا الفريقين، حيث ساد التحفظ الدفاعي وقلّ التقدم نحو المناطق الهجومية في ظل التنظيم التكتيكي الدقيق. لعب الأهلي بالتشكيل (4-1-4-1)، بينما اعتمد الاتحاد خطة (4-2-3-1) التي تتحول أحيانًا إلى (4-4-2) بهدف إغلاق جميع المنافذ أمام الأهلي. غاب الإبداع الهجومي في الشوط الأول نتيجة إغلاق الأطراف وتضييق المساحات بشكل محكم، ونجح الاتحاد في السيطرة على الجبهة اليمنى للأهلي بفضل وجود عوض الناشري ومساعدة المدافع ماريو ميتاي، ما حدّ من خطورة رياض محرز بشكل كبير. بالمقابل، اعتمد الألماني ماتياس يايسله بشكل واضح على تكثيف الواجبات الدفاعية عبر علي مجرشي ومحمد بكر لإيقاف أجنحة الاتحاد، وأغلق العمق الدفاعي مع أتانجانا وفرانك كيسي، مع مراقبة محكمة على حسام عوار من قلبي الدفاع ديميرال وإيبانيز.

أخطاء كونسيساو في ديربي جدة وتأثيرها السلبي على أداء الاتحاد

كان واضحًا أن مدرب الاتحاد سيرجيو كونسيساو ارتكب أخطاء كبيرة أثرت بشكل واضح على أداء فريقه، أبرزها عدم الدفع بمحمدو دومبيا الذي شهد وسط الملعب تراجعًا في الفعالية مع غياب فابينيو بسبب الإيقاف. هذا الغياب أضعف قدرة الاتحاد على بناء الهجمات والتحرر من ضغط لاعبي الأهلي، ما أدى إلى فقدان العديد من الكرات بسبب التمرير غير الدقيق في الشوط الأول. يتضح أن الارتكاز عوض الناشري، رغم أداءه الدفاعي، لم يكن كافيًا لتعويض غياب العقل المدبر وسط الملعب، والفرنسي نجولو كانتي لم يمكنه بناء اللعب بنفس الفعالية. أخطاء كونسيساو شملت استمرار اللعب بالفرنسي موسى ديابي في الجناح الأيسر لمدة ساعة، وهو ما قلل من الخطورة الهجومية للاتحاد، مع الاستمرار بوجود روجر فيرنانديز على الجهة اليمنى رغم تراجع مستواه. أخيرًا، جاء استبعاد ستيفن بيرجوين بمثابة ضربة أخرى لطموحات الفريق خصوصًا في اللحظات الحاسمة من المباراة.

دهاء يايسله في استغلال الفرص وحسم ديربي جدة لصالح الأهلي

رغم تنظيم الاتحاد الدفاعي الجيد، عانى الفريق من غياب الفعالية الهجومية الملموسة، في حين أظهر يايسله دهاءً واضحًا في استغلال الهجمات المرتدة. في الشوط الثاني، تجرأ الاتحاد على التقدم مستحوذًا على الكرة، لكنه في الوقت نفسه فتح ثغرات واضحة في الجبهة اليمنى التي استغلها الأهلي بذكاء. توجيهات يايسله لمحرز بالدخول إلى العمق سمحت له بتلقي عرضية سريعة من كيسي، الذي تفوق على عوض الناشري بسرعة ليمرر الكرة في منطقة الجزاء، حيث سدد محرز هدف الفوز ببراعة. بعد الهدف، أعاد يايسله ترتيب الفريق بتغيير شكله إلى (4-5-1)، مع تبديل محمد سليمان بمحمد عبد الرحمن لتعزيز الخطوط الوسطى والدفاعية، ونجح في إغلاق كل المنافذ المتاحة أمام الاتحاد الذي فشل في تهديد مرمى الأهلي خلال الدقائق الأخيرة من المباراة.