الليثي اليوم: هل يحقق المطرب الشعبي نجاح الدراما الرمضانية ويحيد عن فخ التكرار؟

نجح الفنان إسماعيل الليثي في تعزيز حضور الأغنية الشعبية المصرية من خلال دمج اللون الشعبي الأصيل باللمسة العصرية، مما جعله يبرز كصوت يعكس حياة الجمهور اليومية من مختلف الطبقات؛ هذا النجاح المتواصل في تترات المسلسلات الدرامية دفع إلى دراسة تحديات الحفاظ على هذه المكانة وتجاوز “فخ التكرار” الذي يواجهه في مشواره الفني.

مسيرة إسماعيل الليثي الفنية من إمبابة حتى قمة التترات الدرامية

بدأ إسماعيل الليثي رحلته الفنية في حي إمبابة بمحافظة الجيزة، حيث تعلم الغناء في سن صغيرة داخل مركز شباب الحي، وانطلق بالتدريب الاحترافي من دار الأوبرا المصرية التي ساهمت في صقل موهبته؛ شغفه الذي ترافق مع عمله في مهن بسيطة مثل قيادة التوك توك جمع له الموارد اللازمة لتسجيل أغانيه الأولى. عكست هذه التجارب اليومية العميقة في صوته وأدائه، مما جعله يعبر بصدق عن هموم “أولاد البلد” بقالب موسيقي بسيط واقعي، وهو ما أكده الناقد حلمي بكر بوصفه إياه بأنه “فاهم غنا وموال” وهو تقدير هام في عالم الأغنية الشعبية.

تأثير تترات المسلسلات الدرامية على بروز صوت إسماعيل الليثي الشعبي

تميز إسماعيل الليثي بصوته الذي أصبح مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمواسم الدراما الرمضانية من خلال غنائه لعدة تترات لمسلسلات حققت جماهيرية كبيرة مثل “ابن حلال” (2014) و”نسر الصعيد” (2018)، وتراً أحدث معها ثورة في تترات الأعمال الدرامية، مثل أغنية “أنا كبيرها” في مسلسل “جعفر العمدة” (2023) التي اجتذبت اهتمام الجمهور وأصبحت رمزًا لصوت درامي شعبي يعبر عن مشاعر الكفاح والانتصار؛ وهو ما جعل الليثي المفضل لدى المنتجين لقدرته على تلخيص الدراما بموازاة القوافي الشعبية والألحان المعاصرة.

الأغاني الشعبية والأفلام: توسيع رقعة نجاح إسماعيل الليثي في الساحة الفنية

لم يقتصر تأثير إسماعيل الليثي على التترات فقط، بل ساهم في تعزيز الأغنية الشعبية من خلال أغاني منفردة وأعمال سينمائية بارزة؛ من بينها “أمان يا صاحبي” التي تميزت بالتعبير عن روح الصداقة والجدعنة في البيئة الشعبية، وتحقيق ملايين المشاهدات. كما شارك بأغانٍ أخرى مثل “يا تهدي يا تعدي” و”جدو نحنوح” و”عنتر وبيسة” ضمن أفلام شعبية، مما رفع مكانته في الفن الشعبي والسينما. يتميز الليثي بقدرته على أداء “الموال” بمهارة عالية، إضافة إلى المزج بين الإيقاعات الحيوية والكلمات المعبرة، الأمر الذي ضمن له تواصلًا مستمرًا مع الجمهور الشعبي ومتابعي الدراما وشباب المنصات الرقمية.

يُمثل إسماعيل الليثي مثالًا واضحًا على كيف يمكن للفنان الشعبي أن يواكب تطورات الساحة الفنية من دون التفريط في أصالته، فصوته يحمل نبض الشارع وينقل تجاربه وقضاياه إلى جمهور متنوع، مما يضمن له استمرارية وتأثيرًا ملموسًا يتجاوز حدود الزمن والمكان في الأغنية الشعبية المصرية.