ترامب يهدد بعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي.. ما مدى صلاحية الرئيس لاتخاذ هذه الخطوة؟

دونالد ترامب يعبر عن استيائه من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا بخفض عاجل وكبير في أسعار الفائدة التي يصفها بأنها مرتفعة بلا مبرر، مع إقراره بأن باول على الأرجح سيظل في منصبه رغم ذلك، لكن هل يملك ترامب حق عزل رئيس الفيدرالي الأمريكي؟

تصعيد ترامب تجاه أسعار الفائدة الأمريكية وأثره على الاقتصاد

تصاعدت انتقادات ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي بعد قرار المجلس تثبيت أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، حيث اعتبر أن السياسة النقدية القائمة تمنع انخفاض أسعار الفائدة الضروري للنمو الاقتصادي، ودعا إلى خفض حاد لإنقاذ الاقتصاد من التباطؤ المنتظر، محذرًا من استمرار السياسة الحالية التي تضغط على السوق. وقد أظهر القرار انقسامًا بين أعضاء المجلس؛ حيث اعترض عضوان فقط في تصويت يؤكد على الانقسام الداخلي النادر والملحوظ منذ عقود، بينما صوت تسعة أعضاء لصالح تثبيت المعدلات دون تغيير. تجدر الإشارة إلى أن تعيين أعضاء مجلس الاحتياطي يتم من قبل الرئيس الأمريكي وبموافقة مجلس الشيوخ، ويتألف المجلس من سبعة أعضاء يتحكمون في السياسة النقدية الرئيسة في الولايات المتحدة.

التفريق بين سلطة ترامب وعزل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي

يؤكد خبراء الأسواق المالية، ومن بينهم أحمد معطي، أن سلطة الرئيس الأمريكي لا تعطيه الحق المباشر في عزل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلا في حالات محددة للغاية مثل سوء التصرف الجسيم أو الإهمال البالغ، مما يجعل تهديدات ترامب بمثابة ضغط سياسي وليس إعلانًا عن خطوة فعلية. يضيف معطي أن استقلال البنك الفيدرالي عنصر حيوي لضمان استقرار النظام المالي الأمريكي، وأن تدخل القيادة السياسية في قرارات الفيدرالي يهدد بثقة المستثمرين وقد يؤدي إلى اضطراب الأسواق، مبررًا أن تصريحات ترامب المتكررة لا تنفذ في كثير من الأحيان رغم تأثيرها الإعلامي الواضح.

مواقف البنوك المركزية الخليجية وتحديات مكافحة التضخم عالميًا

على خلفية تثبيت أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، اتجهت البنوك المركزية الخليجية إلى تثبيت معدلات الفائدة أيضًا، في خطوة تراعي التحديات الاقتصادية الراهنة وتداعيات التضخم المستمر عالميًا. هذا التوجه جاء في إطار محاولة تحقيق توازن نقدي بين مواجهة ارتفاع الأسعار والحفاظ على استقرار الاقتصاد المحلي، فيما يشير رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن التضخم لا يزال مرتفعًا ويتطلب سياسات نقدية دقيقة للحفاظ على النمو والاستقرار.

تجميعًا، يبقى اللغط حول قدرة الرئيس الأمريكي على عزل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي قائمًا ضمن إطار التوتر بين السياسات النقدية والحاجات الاقتصادية على الأرض، وسط توقعات بأن يبقى جيروم باول في منصبه حتى إشعار آخر مع استمرار مراقبة الأسواق لتطورات السياسات النقدية محليًا وعالميًا.