تيك توك يواجه اتهامات خطيرة بغسل الأموال وبيع الأعضاء.. ما تفاصيل القضية وكيفية تأثيرها على المستخدمين؟

اتُهِم تطبيق تيك توك بقضايا غسيل أموال وبيع أعضاء في ظل تصاعد الشكوك حول مصدر الأموال الضخمة المتداولة عبر المنصة، خاصة من خلال “الهدايا الرقمية” التي تحولت إلى أداة للتحصيل المالي غير المراقب بفعل بث المحتوى المباشر في مصر.

كيفية تحقيق الأرباح من البث المباشر على تيك توك وتأثير الهدايا الرقمية

يُعتمد على البث المباشر في تيك توك كمصدر أساسي للدخل لدى صناع المحتوى، حيث يتلقى المشاهدون “هدايا رقمية” تتحول إلى مبالغ مالية حقيقية قد تصل إلى 600 دولار في المرة الواحدة، ما يجعل رصد مصادر هذه الأموال ضروريًا لفهم خلفياتها الحقيقية. في مصر، استهدفت الحملات الأمنية منشئي محتوى مثل سوزي الأردنية وأم سجدة وغيرهم بتهم استغلال القُصّر ونشر مواد مسيئة، مما يسلط الضوء على الأبعاد الخطيرة لطريقة تمويل هذه الحسابات. وأكد خبير أمن المعلومات محمود فرج أن البث على تيك توك في مصر يحمل تجاوزات كثيرة، حيث تتكرر عمليات تحويل أموال كبيرة، بعضها يُقدَّر بمئات الدولارات للهدايا الرقمية الواحدة، مما يطرح علامات استفهام عديدة.

ظاهرة غسيل الأموال عبر الهدايا الرقمية في تيك توك داخل السوق المصري

تتزايد مخاوف خبراء الأمن السيبراني من أن الأموال المدفوعة لهدايا تيك توك ليست كلها مشروعة، فبينما يرسل بعض المستخدمين أموالًا عن طريق الإعجاب، فإن الطبقة التي ترسل مبالغ ضخمة غالبًا ما لا تنتمي لفئة رجال الأعمال الحقيقيين، مما يعزز فرضية استخدامها في عمليات غسيل الأموال عبر المنصة. ويكشف محمود فرج عن وجود شبكات منظمة تدير هذه الأموال من خلال استخدام أسماء وهمية أو اتفاقات مسبقة، فتتسبب في ضخ أموال مشبوهة داخل النظام. وبحسب تحذيراته، فإن “مافيا التيك توك” تشكل مجموعات عائلية تتحكم في الاتجاهات الرائجة للمحتوى، متورطة في قضايا أعقد تصل إلى الاتجار بأطفال وبيع أعضاء بشرية. كما سجلت تقارير حقيقة مثيرة بشأن تحصيل مبالغ مالية ضخمة في وقت قصير من خلال البث، وهو ما يثير تساؤلات حقيقية حول مصدر هذه الأموال وهدفها الخفي.

ارتفاع إيرادات تيك توك العالمي وأثرها على المشهد المصري

شهد تيك توك في 2024 نموًا هائلًا في عدد مستخدميه الذين تجاوزوا 1.5 مليار شهريًا، مع زيادة 23.1% في الإيرادات مقارنة بالعام السابق، مما يجعله في طليعة التطبيقات الأكثر ربحًا على مستوى العالم. بحسب تقرير “نيوريتش” لعام 2023، يصل متوسط دخل المؤثرين على المنصة إلى ما بين 15 و25 ألف دولار شهريًا، مع عمل ثلث هؤلاء المؤثرين بشكل دائم. هذا النمو الكبير يجذب العديد من المستخدمين والمجموعات التي تبحث عن استغلال المكانة لزيادة الأرباح، ما يُعمَّق قضايا غسيل الأموال وغيرها من مظاهر الاستغلال.

• استخدام الهدايا الرقمية كوسيلة للتحويل المالي يمكن أن يغطي على عمليات مالية مشبوهة.
• توجيه تهم لإشكاليات مثل استغلال القاصرين ونشر المحتوى المخالف يوضح حجم الانتهاكات على المنصة.
• تكوين شبكات منظمة داخل تيك توك يعزز احتمال وجود “مافيا” تدير المحتوى والأموال.
• الزيادة المطردة في عدد المستخدمين والإيرادات تُفسر جاذبية تيك توك لاستقطاب عوامل استغلالية.

تشكّل قضايا غسيل الأموال ومخاطر المحتوى المسيء على منصة تيك توك في مصر تحديًا كبيرًا، خصوصًا مع نمط التحويلات الكبيرة عبر الهدايا الرقمية التي تجعل المنصة بوابة لجمع أموال مشبوهة تحت ستار الترفيه والتفاعلات الاجتماعية، والتكهنات تتزايد حول مدى قدرة الجهات المختصة على ضبط هذه الحالات وحماية المجتمع من استغلالات كبيرة مقبلة.