ارتفاع غير متوقع بأسعار القهوة في أمريكا.. ما تأثير ذلك على جيوب المصريين اليوم؟

ارتفعت أسعار القهوة في مصر بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة نتيجة لتزايد الضغوط على الأسواق العالمية، حيث أثرت عوامل عدة على ارتفاع أسعار البن وتأثيرها على المستهلكين المصريين بشكل مباشر. يعتبر هذا الارتفاع جزءًا من تأثير أوسع يشمل تقلبات سوق القهوة العالمي الذي يتجه صاعدًا بسبب تقلص الإمدادات والتهديدات التجارية بين الدول الكبرى.

تأثير تقلبات أسعار القهوة في الأسواق العالمية على المستهلك المصري

متأثرة بارتفاع أسعار القهوة عالميًا، يعاني السوق المصري نتيجة نقص المعروض من البن المستورد، خاصة من البرازيل التي تعتبر أكبر مصدر للقهوة في العالم؛ حيث أثرت التغيرات المناخية والجفاف الحاد على إنتاجها، مما أدى إلى تضييق العرض. وأوضح رئيس شعبة البن بالغرف التجارية حسن صلاح أن تقلبات أسعار العقود الآجلة للبن انعكست بشكل واضح على الأسعار المحلية، لتصل لمستويات قياسية لم يسبق لها مثيل، ولا توجد حاليًا أي بدائل محلية لأن مصر تعتمد بشكل كامل على استيراد نحو 80 ألف طن من البن سنويًا.

الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار القهوة وتأثيرها المباشر على السوق المصري

شهدت أسعار حبوب البن من نوع أرابيكا ارتفاعًا بنسبة 2%، حيث وصلت الأسعار إلى 2.884 دولار في بورصة نيويورك، بينما ارتفعت عقود بن روبوستا في بورصة لندن بنسبة 2.9%، مما يعكس حالة القلق السائدة بشكل عام في أسواق البن العالمية. وتشير بيانات وزارة التجارة البرازيلية إلى انخفاض صادرات البن الأخضر بنسبة 20% خلال يوليو مقارنة بالعام السابق، حيث قام بعض المزارعين بحجب المحصول، متوقعين ارتفاع الأسعار بسبب تهديدات فرض رسوم جمركية أمريكية على السلع البرازيلية، ومن بينها البن. هذا الانخفاض في الشحنات أدى إلى تقلص مخزون البورصات العالمية، مستهلكًا بشكل مستمر خلال تسعة أيام متتالية ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عام.

كيف تؤثر التغيرات المناخية والتهديدات الجمركية الأمريكية على أسعار البن في مصر؟

تتمثل أبرز الضغوط التي تؤثر على أسعار البن في مصر في التغيرات المناخية التي تعرضت لها مناطق الإنتاج الرئيسية بالبرازيل، حيث أدت موجات الجفاف إلى انخفاض حاد في الإنتاج؛ كما تتضاعف الأزمة بتهديدات فرض رسوم جمركية أمريكية، ما يزيد من حالة عدم اليقين لدى المزارعين والتجار بشأن المستقبل. في ظل هذه الأوضاع، يختار العديد من المزارعين تأجيل بيع محصول البن لحين توقع ارتفاع الأسعار، مما يقلص المعروض فورًا ويضع ضغطًا إضافيًا على سوق الاستيراد المصري. كل هذه العوامل تصنع بيئة معقدة تزيد من تكلفة البن بشكل مستمر، وتنعكس على المستهلك المحلي الذي يشهد ارتفاعًا في أسعار المشروب الأكثر شعبية.